وباء الملاريا يكتسح مدينة الخرطوم وانهيار المنظومة الصحية

الملاريا لم تعد تقتصر على أم درمان بل اجتاحت جميع ولايات السودان، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة داخل الخرطوم ومدن أخرى.
مدينة‎ أم درمان، تعيش كابوساً جديداً هذه المرة: الملاريا. المرض الذي لطالما عرفته البلاد عاد بصورة أكثر شراسة، ينهش أجساد السودانيين المنهكة أصلًا من أهوال الح.رب والجوع والتشريد. المستشفيات تضيق بالمصابين، الأحياء تغرق في أسراب الباعوض ولا حل يلوح في الأفق.
‏‎في غياب أي إجراءات رشّ أو مكافحة، استحالت الخرطوم ومدن أخرى مرتعا مثالياً للباعوض. لم تكن المشكلة لتبلغ هذا الحدّ لو لم تترافق مع انهيار المنظومة الصحية بسبب الح.رب.
1450 إصابة بالملاريا الخبيثة خلال أيامٍ معدودة، والرقم قابلٌ للتضاعف مع استمرار الكارثة. الشوارع التي يفترض أن تكون معابر للحياة، تحوّلت إلى مستنقعاتٍ راكدة، والنفايات باتت جزءا من المشهد اليومي، فيما لا شيء يلوح في الأفق سوى المزيد من الوجع.
‏‎الأرقام الواردة مروّعة: آلاف الإصابات تتدفّق يوميًا، والملاريا تكتسح الأحياء كالنار في الهشيم، وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية. البعوض، الذي كان يمكن السيطرة عليه بعمليات الرش الدورية، أصبح اليوم سيّد الموقف، يفتك بالسكان بلا رحمة، بينما لا تملك السلطات المختصة سوى المشاهدة في عجزٍ شبه تام.