
د. أحمد بابكر
أصبح مصطلح التاريخ الإسلامي منتشر للدرجة التي يتم استخدامه حتى في البحوث والكتابات العلمية، رغم أنه مصطلح غير صحيح، فالدين ليس له تاريخ ولا جغرافيا بل في الحقيقة أن الدين متجاوز للتاريخ وللجغرافيا ولذلك يمكننا فهم أن الدين صالح لكل زمان ومكان ..
ولم نجد نص في القرآن يحدد أن هذا التاريخ يتبع للدين..
ماهو التاريخ؟
التاريخ هو مصطلح شامل يتعلق بالأحداث التي جرت في الماضي بالإضافة إلى الذاكرة واكتشاف وجمع وتنظيم وعرض وتفسير المعلومات حول هذه الأحداث ..
الشاهد والنقطة الجوهرية أن الأحداث التي يتكون منها التاريخ تكون من صنع البشر
ولذلك يجب أن تنسب هذه الأحداث للبشر وليس للدين بغض النظر عن طبيعة هذه الأحداث، وبالتالي يتم تقييم الأحداث ودراستها حيث تنسب الإخفاقات والنجاحات لمن صنع هذه الأحداث وليس لدين من صنعها..
فالتاريخ كما يعلم الجميع فيه الجيد والسئ لذلك من يتحمل طبيعة الأحداث هم الذين صنعوها وليس دينهم.
لذلك من الأفضل أن يكون نسمي التاريخ باسم الأمم التي صنعته..
لذلك نقول تاريخ الأمويين .. تاريخ العباسيين.
تاريخ السودانيين.. ووالخ
لأننا لو نسبنا التاريخ للدين سوف نقع في ورطة كبيرة، فتاريخ الدولة الأموية ملئ بالح-روب التي أدت لانتشار السبي والرق وكذلك الفتن وكذلك العباسية الفاطمية وتاريخ العرب في الأندلس ووالخ
هل يمكن نسبة حدث مثل قت-ل يزيد ل سيدنا الحسين سبط رسول الله للدين؟ ونقول هذا الفعل جزء من التاريخ الإسلامي..
نعم ما قام به مسلمين ولكنه لا علاقة له بالدين حتى لو كانت هناك أحداث تمت باسم الدين يجب أن لا تنسب للدين إنما تنسب لمن قام بها.
الدين ليس حدث أو تاريخ الدين عبارة عن قيم وتشريعات وعبادات تخاطب الضمير ولا علاقة لها بالأحداث و بالتالي لا علاقة لها بالتاريخ.
الدين يمكن أن يؤثر في ثقافة الناس وفي تصوراتهم ولكنه غير مسؤول من ما يقومون به من أحداث .
المستشرقون عندما يريدون النيل من الإسلام يتحدثون عن تاريخ المسلمين و ينسبونه للإسلام الدين، ولذلك أعتقد أن مصطلح التاريخ الإسلامي مدسوس من قبل المستشرقين لأنه مثل أي تاريخ ملئ بالدماء والح-روب ووالخ
التاريخ أيضا يصنعه كل الذين يتواجدون في المكان المحدد ويمكن أن يكون جزء مقدر من أحداثه قام بها غير مسلمين لأن اليهود والنصارى كانوا موجودين ومازالوا في كل الدول ذات الأغلبية المسلمة..
تركيب كلمة إسلامي على كل شيء، فعل غير مسؤول وغير منضبط علميا.
يمكن أن يكون هناك مقاربات لبعض الأحداث حول مدى التزامها بمعايير الدين أو القانون ولكن في النهاية يجب نسبة الأحداث المكونة للتاريخ للناس الذين صنعوا هذه الأحداث وليس لدينهم.
تحياتي
11 مارس 2025م
11 رمضان