الليل وآخره

 

كتب: خالد ضياء الدين
#ملف_الهدف_الثقافي

  • قال ليه يالحسن يا ولدي الحريم زي صحن الشية في الأول تنقي وتعزل، لكن في النهاية الصحن كله بكمل..
  • الراجل ما بعيبو غير جيبو ولسانه، آخر حاجة تختها في اعتبارك شكلك، لأنه المرأة مقاييسها للجمال بالنسبة لاختيار الراجل متدنية خالص.. متدنية جداً لمن تخلعك!!!
    البحر غدار بشيل عوامه، كذلك “عوضية”، تضحك للجميع وتبتزاهم بابتسامتها لكنها لم تكن تحب سوى نفسها، حتى فارس أحلامها لم يكن من المنطقة..كانت تفضله طويل أصفر قيافة.. قول لي عرفت كيف؟
    عرفت من صراخها لمن يغنو البنات الأغنية دي في الحفلة..كنت بركز معاها كلما سمعتها تصرخ ووووك وووك وووك..ولمن أعاين في وشوشنا نحن الشباب الواقفين كنت بشوف من بينا الأصفر والطويل لكن عمري ما شفت ذلك القيافة الذي تفضله “عوضية”..قيافة وين مع سربادوقاتنا والصديريات والطواقي المحندرة.
    ممكن أدق قسم عوضية دي مابتحب الصبيان لمن يتباطنو، كانت طوالي بشوفها بتخش البيت مع النسوان العجايز ومابتمرق إلا في غنا البنات ولا الفنانيين البجو بالموسيقى ناس لمحتك وغنن ياقماري والفراش الحائر حقت “عثمان حسين”!
    الله يسألكم فيكم زول شاف ليه قبل كده فراشة حائرة، ماتراها مبسوطة من زهرة لي زهرة والله مافي حائر إلا “عثمان حسين”(الله يرحمه) والوليدات البغنو غناه القديم داك.
    أنا غايتو أي حفلة بجيبو فيها نوع الولاد اللابسين بنطلونات ضيقة ديل وبقعدو ساعة كشن ترن حتن يغنو ديل أنا كان بريدهم يدخلو رأسي في شوال شطة قبانيت ويولعو فيه نار…ياخ أنا “نكرهم” كره أدروب للسلام بالأحضان، لكن كمان لازم أمشي عشان أشوف “عوضية” المياذنا بعيونها الكبار المتل عيون البقرة..
    عوضية أطول من البنات وأسمحن ولمن يحنسوها تدخل الدارة ترقص معاهن هي تتخجل يقومن البنات يخجلن ونحن نخجل حتى العازفين يخجلوا.. تقوم تعمل ليها حركة والتانية وتضحك ضحكتها ديك وتطلع.
    كدى أقيفي شوية يا السمحة يقيف حال فطين المسكتك جرتك ويقيف حال الفنان أبو بنطلون الجانا من وين ماعارف ويقيف حالنا نحن الاصلو واقف.
    تاني يوم من الحفلة السوق والقهاوي وستات التسالي والطرمبات – ماطرمبات البنزين – ماتفهموني غلط، كل الناس ديل ماعندهم سيرة غير عوضية رقصت، “عوضية” ضحكت، “عوضية” “عوضية” غايتو نجيهة شديدة.
    “عبدالعزيز” أخوي ود عمي بيتنا واحد مقسوم نصين، جاي من الامارات يعرس، بعد اغتراب “10” سنين بنا ليه بيت حدادي مدادي واشترى داك يا البوكس الهايلوكس كرت كرتونة وقفوا في الحوش وجاب عمال بنو فوقه أوضة بالطوب الأحمر وقفلها ماخلا ليها إلا طاقات فوق للهواء.. زول شوم خلاص، هسي مالو لو خلاه لي أساعد بيه ناس بيتهم في مشاويرهم ….. ماعلينا،المهم
    “عبد العزيز” جايب شيلتو مما جميعو، زولك مريش وأمورو واضحة..لي شقاوتي عزمتو ونحن بنتغدى تقوم أمي بي شلاقة الدنيا كلها تقول ليه: عندك بت معينة في رأسك ؟ قال ليها عروسي تشوفيها لي انت وأنا موافق انت مكان أمي ..نسيت أقول ليكم “عبد العزيز” أمو ماتت قبال يغترب…اها طوالي الحاجة الله يديها العافية فجرت لينا القنبلة في الصينية: رأيك شنو نخطب ليك “عوضية”؟
    أنا غايتو صبت فيني موية نار..أمي قصفت جبهتي بنيران حبيبة، مالك يا أمي علينا؟!!
    قال ليها مش انت شايفاها كويسة طوالي أمشي عليهم.
    الله يجهجهك يا “عبد العزيز” يا ود عمي مالك داير تدي شباب الحلة السهر؟
    أنا غايتو اللقمة في خشمي ساعه ألوك فيها ومدنقر رأسي وما أحس ليك إلا بي حاجة حارة ماشة في وشي ،أمي قال لي مالك ياولد..عملت نفسي بكح قلت ليها قرمت لي قرن شطة مولع نار وقمت جري على الزير أغسل في الدموع وأشرب في الموية.
    قلت اطمن في نفسي “عبد العزيز” قصيروني وأخضااار لمن أسود ولاقيافة ولا حاجة يعني عكس مواصفات “عوضية” الكنا راصدنها ديك، وده بدينا أمل في تصفيته وإسقاطه من جدول المتقدمين غير مأسوف عليه، معقول يجي الطيش ويعرس في الأول، ومنو “عوضية” كمان؟
    في المساء الخبر انتشر أمي شافوها شايلة كيس هدايا وعلبة حلاوة وداخلا على بيت ناس “عوضية”..أها النسوان عملن الشارع خياطة كُرِّشيه دي داخلا ودي مارقا والحريم واقفات عاملات بتونسن في باب الشارع عايزات يعرفن الحاصل، ونحن الشباب بدون اتفاق مسبق اتكومنا تحت عمود الكهرباء وكانو موسم جراد، الله يأذاهو خلانا نتنفض، شغلها لينا التقول ناقصين، جهجهنا مع نور العمود ماخلانا نركز..لا زول قال بغم ولا زول اتكلم مافي، كل شوية واحد يقوم يتنفض ويرجع يقعد، ماقادرين نقول حاجة نتصنط زي البحضرو في هلال مريخ من رادي حجارتو ضعيفة، ولا البسمعو في نتيجة الشهادة السودانية.. انا ذاتي أنا ود عمو انكسرت في كدوسي قشة.
    فجأة مانسمع ليك إلا زغاريد أمي ..ياها زغاريدها الما تغباني، أها أول رد فعل كان من حاتم رفع عصاتو فوق وضرب بيها الواطة وقال ليه كلام مابقدر أقولو، أصلو من زمان ألفاظو كعبة، شتم ولعن ومشى، أما باقي الجماعة غلبهم اليسووه كلهم رقدوا على ضهرهم في التراب لا كلام ولا سؤال..هي بعد الزغاريد دي في شيء يتقال؟
    أنا غايتو خلاص قنعت تب والقصة بالنسبة لي اتقفلت من الجهات الأربعة لو الموضوع نجح أو مانجح طالما سبقني ود عمي خلاص موضوعي باظ ومرقت من المنافسة.
    أها “عبدالعزيز” قضى باقي إجازتو كلها داخل مارق شايل هدية، أصلي ماشفتو يوم دخل عليهم ايدو فاضية، ياخ ده من كتر الأكياس بدفر باب الشارع بي ضهرو، وهي كانت بتقيف تودعو في خشم الباب تتكشم ساااكت.. عرفتو من متين تعرفك العقرب التقد نعالك؟!
    بعد شهر سافر “عبد العزيز” واتفقو العرس يكون السنة الجاية..زولنا جاهز تب كمان لمن شافها بقى طالع داخل يبوس في رأس أمي عامل فيها حنين وبار، البار اليتكسر فوق رأسك المكودس ده.. قول بس عشان خطبت ليك “عوضية”.. من زمن أمك ماتت وأمي واقفة فيك، لي هدومك دي بتغسلها ليك مع هدومنا مالك مابست رأسها إلا بعد خطبت ليك..هسي بقينا في البوس، تبوسك الشكلوتة يا الشوم الجيت متأخر وحجزت قدام.
    أها بعد شهرين من سفر “عبد العزيز” اتزوج “التاج” ود حلتنا، أنا غايتو بقيت شغال أحمر للمعاي كل ما أشوف واحد فيهم بعاين لي “عوضية”، الزولة خلاص بقت لحمنا ودمنا…لي شقاوتنا جابو فنانة دلوكة و”عوضية” كالعادة مابتقعد قدام، لزوم العايز يشوفني يتعب ويفتش، كانت قاشرة بي توب جديد يكون جابو ليها أخونا المغترب، لاحظت ليها مشت دنقرت في رأس الغناية وغمتت ليها قريشات أها الغناية بقت تقول بي طول حسها التقول مغالطنها ولا القصة مغارز ماعارف: مغترب الخليج اااايا.. السعودياااا وصحباتها يقولن ليها ااي اااي..جاب الهدية.. اااي اااي.. واستلمت “عوضية” البلاغات تنقط وتكور ووووك وووووك عاد خطيبة مغترب وهي نجمة الحفلة وكل الناس شابكنها عقبالك وقربتي خلاص وهي تعمل فيها بتتخجل،إن شاءالله، بس “عزو” يأخد إجازته ونعمل العرس…”عزو”؟!!!
    الله يقطع طاريك يا”عزو”.
    قال “عزو” قال..علىّ باليمين “عزو” دي ماقالتها ليه أمو لمن عفصو حصان الكارو كسر ليه رجلو وجابوه بي نفس الكارو للبيت راقد شهر كامل مجبص ماسمع كلمة “عزو”.
    لكن ما مشكلة نقول خطيبتو وبتدلع فيه..بس شنو قصة أخضر قيافة؟
    من متين يا”عوضية” بتكوركي في أخضر قيافة؟!
    مش كان فتى أحلامك طويل أصفر قيافة..يعني مافي ثبات عندكن في المواصفات..بالرغم من زعلي من عدم الثبات على المبادي وتذبذب البنات،الا انو ده بنخلي ثقتنا في الله كبيرة وإنو مانصدق كواريكن في الحفلات..موقف “عوضية” ده أكد لي إنو البت عايزه ليها زول جاهز حتى لو كان “شكلوتة”.
    ماتراها دي “عوضية” سريع غيرت مواصفاتها من بعد ما أولاد الحلة بقو يلعبوا عقلة في عراضة الكورة، تلقاهم مشعبطين زي القرود مدلدلين كرعينهم زي لحمة رمضان المقطعنها في الحبل. ويتدردقوا قال شنو عشان يطولوا..
    أقول ليكم سر، بس مابجيب اسم الزول مرة لقينا “محمدين” الببيع الباسطة جنب القهوة مشتري ليه كريم مكتوب فيه لتفتيح البشرة. تجي آخر ما آخر تغير كلامها وتقول للغناية قولي أخضر قيافة؟!
    “عوضية” طلعت زولة بتحب الراحات، أصفر شنو وكضب شنو.. الصفيرة التشيلك من القيف ما تخلي فيك إلا عيونك السمحات ديل مطفحات، والعملتيهو يا”عوضية” في ولاد الحلة ما عافينو ليك لادنيا لا آخرة ..عاملة وشيك البلمع وعيونك الكبار ديل..أمشي يااااا السميحة تمشي الجنة إن شاءالله..