
قصة: درديري كباشي
#ملف_الهدف_الثقافي
بعدما أخذ جولته بعجلة والده منتشيا ومضيعا الزمن حتى يضمن دخول كل التلاميذ إلى الفصول توجه أحمد ناحية المدرسة وهناك سند الدراجة إلى جزع شجرة قفلها وحمل شنطته متوجهًا إلى مكتب مدير المدرسة مباشرة (الناظر)
بعض زملائه التلاميذ لمحوه من الشباك مندهشين من هيئته الجديدة وكرشته المغطاة بالقميص الكبير والجزمة والشراب. فضلا عن قيادة العجلة .. في زمن كان قيادة عجلة إلى المدرسة من قبل التلاميذ حالة نادرة إلا من أبناء الأثرياء وبعض المدرسين. لكن ما أدهشهم أكثر حمله لشنطته وتوجهه ناحية مكتب الناظر. قتلهم الفضول تغامزوا وتهامسوا محاولين استنتاج ما يحدث أمامهم.
أما هو وبما أنه قرر أن يتلقى أي عقوبة يقررها الناظر من بعد عملة الأمس. قرر أن يجيب من الآخر كما يقال بدلا من أن يذهب إلى الفصل ويحيله الأستاذ إلى الناظر. حتى يعود ويستقر في المدرسة كل شيء مستعد لتحمله على ألا يرى غضبة أمه الصامتة كأمس مرة أخرى . ويكفي أن مجرد إعلان عودته إلى المدرسة غير طبيعة الجو عندها وعند والده .. الذي هاهو الآن يتنازل عن عجلته التي طالما جلدهم بسبب استخدامها. إذا هو أمر ليس بسهل وممكن بسببه أن يتلقى أي عقوبة تقررها إدارة المدرسة على أن تستمر تلك السعادة والبسمة في بيتهم.
وقف عند باب المدير وطرق الباب .كان المدير يلبس نظارة القراءة رفع رأسه ونظر من فوق النظارة متسائلا باندهاش (أحمد ؟؟ اتفضل !!!!! )
– السلام عليكم يا أستاذ .
– أهلا يا أحمد خير إنشاء الله .. قالها له وهو ينظر إلى هيئته الجديدة من فوق لتحت غير قادرا على إخفاء دهشته.
– أنا أمس غبت من المدرسة مشيت وما رجعت تاني.
بدأ الناظر يبتسم وقال له مداعبا : إن شاء الله قدرت تقبض الغنماية.
أحمد شعر بروح الدعابة لكنه وجهه بالكاد جامل الناظر وانتزع ابتسامة مغصوبة .. هز رأسه بالإيجاب .
– طيب ليه ما رجعت المدرسة بعد ما رجعت رغيفك ..أيضا قالها وهو يبتسم ليزيل عنه حالة الخوف والتوتر .
بدأ أحمد يتمتم بكلام غير مفهوم ثم طأطأ رأسه ناحية الأرض.
– أنت هسع عايزني أعاقبك وترجع فصلك؟؟؟؟ ولا عندك حاجة تانية عايز تقولها .
رد أحمد بأمائة من رأسه . بمعنى قبل العقاب حتى يعود إلى فصله ويواصل دراسته.
– خلاص يا أحمد خت شنطتك في التربيزة وأمشي أقطع سوط نيم وتعال.
تحرك أحمد بحماس غريب بعدما رمى شنطته وجرى تسلق شجرة النيم وقطع أكبر سوط نيم من الشجرة وعاد إلى الناظر و مد له السوط.
قام الناظر من خلف مكتبه وتناول السوط من أحمد وهو ينظر إلى تعابير وجهه. وجدها لم تتغير كان مستسلما بصورة غريبة هل هي شجاعة أم هناك تهديد أكبر من العقاب قابله أمس.
وضع الناظر السوط في التربيزة وقال لأحمد أقعد… طالبا منه الجلوس قربه على كرسي الجلوس.
وقال تعرف : يا أحمد من يستحق الجلد بالسوط دا ..؟
أحمد لم يقل شيء بل عقدت الدهشة لسانه .
وأكمل الناظر: من يستحق الجلد هو المدرسة دي كلها بمن فيهم أنا مديرها لأننا ضحكنا في خلقتك ودا شيء شين ما أخلاقي ما مفروض يحصل في مؤسسة تربوية ولا في غيرها .. وأنت زول شجاع ,,أنا عارفك يا أحمد أنت ما كنت ناوي ترجع المدرسة خالص لكن لقيت أمك حصل لها انهيار وتعبت عشان كدا جيت عشان ترضيها ..صاح ؟؟؟؟؟؟.
– ابتسم أحمد مؤكدا كلام الناظر ؟؟
– خلاص أرجع فصلك ونهاية الدروس تعال عندي ليك مفاجأة.
يتبع