
القيادة القومية:
▪️”طوفان الأقصى” محطة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وحمايته السياسية تتطلب الإسراع بخطوات الوحدة الوطنية.
▪️القضية الفلسطينية قضية قومية بامتياز، ولا للاستثمار بدم شعبي فلسطين ولبنان.
▪️الكيان الصهuوني يستحضر مشهدية غزة في عدوانه على لبنان
▪️استعادة نبض الشارع العربي، انتصاراً للمقاومة وإسقاطاً لنهج التطبيع.
أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن ملحمة “طوفان الأقصى” تشكل علامة مضيئة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وأن حماية هذا الإنجاز الوطني – القومي يتطلب تسييجها بوحدة وطنية واحتضان قومي. وشددّت على أهمية الاحتضان القومي للقضية الفلسطينية وهو الذي يضع حداً للاستثمار السياسي بدم شعب فلس.طين ولبنان. ورأت في توسيع الك.يان الصuهيوني لعدوانه على لبنان استحضاراً لمشهدية غ.زة من ق.تل وتدمير وتهجير. كما دعت إلى استعادة الشارع العربي لنبضه انتصاراً للمقاومة وإسقاطاً لنهج التط.بيع.
جاء ذلك في بيان للقيادة القومية لمناسبة مرور سنة على “طوفان الأقصى”، فيما يلي نصه:
في الذكرى السنوية الأولى ل”طوفان الأقصى”، تحيي القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي إرادة التصدي التي جسدها المقاومون الأبطال في غ-زة باقتحامهم دفاعات العدو واختراق تحصيناته والعودة بصيد ثمين من الأسرى، كما تحيي إرادة الصمود لدى جماهير شعبنا التي قدمت تضحيات جسيمة لتشبثها بالأرض، وتنحني إجلالاً لأرواح الشهداء الذين رووا أرض غ.زة بكل حواضرها بدمائهم الطاهرة مسطرين واحدة من أروع ملاحم البطولة في تاريخ مقاومة شعب فلس.طين للاح.تلال الصهuوني.
بعد عام على “طوفان الأقصى”، ما تزال غ.زة تقاوم رغم ما ارتكبه العدو من جرائم ح.رب وجرائم ضد الإنسانية، بعدم احترامه لقوانين الح.رب التي تفرض تحييد المرافق الطبية والإنسانية ومراكز الإيواء واحترام حقوق أسرى الح.رب، وانت.هاكه للمواثيق الدولية وأحكام القانون الدولي الإنساني منفذاً واحدةً من ح.روب الإب.ادة الجماعية التي لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها، هذا إلى جانب الحصار المفروض براً وبحراً وجواً، وهو ما يحول دون وصول مساعدات الإغاثة لأكثر من مليوني إنسانٍ يعيشون أوضاعاً معيشية قاسية لا تتوفر لهم الحدود الدنيا من الضرورات المعيشية والملاذات الآمنة بعدما حّول العدو غ.زة إلى أرض محروقة انتقاماً لما حل به في السابع من أكتوبر، ولعدم تمكنه من تحقيق أهدافه في استرداد أسراه ووأد إرادة المقاومة وتنفيذ “ترانسفير” جديد بحق أهل غ.زة.
كما إن العدو، بعد مرور عامٍ على “طوفان الأقصى”، لم يوفر الضفة الغرب.ية والق.دس من أعمال العدوان المتعددة الأشكال، من اقتحام المخيمات وتجريف الأحياء السكنية، وتنفيذ عمليات اغت.يال ضد المقاومين وارتكاب المج.ازر بحق المدنيين وآخرها الج.ريمة التي ارتكبها في ط.ولكرم وقبلها في جن.ين وحرم الأقصى، وذلك لابقاء جماهير الضفة والق.دس محاصرة ضمن دائرة حزام النار في الوقت الذي يواصل ج.رائمه بحق أهل غ.زة.
إن العدو الصهuوني وعلى أبواب الذكرى السنوية “لطوفان الأقصى”، أقدم على توسيع رقعة عدوانه ضد لبنان مستحضراً مشهدية ما ارتكبه في غ.زة ولم يزل من تنفيذ عمليات اغت.يال وتدمير وتهجير، غير آبهٍ بالمبادرات الدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار 1701، وهو ما بات يرفضه مع التمهيد لعملية اجتياح بري لخلق وقائع جديدة تمكّنه بالاستناد إلى معطياتها فرض شروطه الأمنية والسياسية التي تتجاوز مندرجات هذا القرار.
إن العدوان الصهuوني على لبنان الذي أوقع حتى الآن أكثر من ألفي شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح، ودفع نحو مليون ونصف المليون إلى النزوح في ظل واقع لبناني محكوم بانهيار مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على تلقي عبء النزوح، يضع لبنان على حافة كارثة إنسانية توازي تلك التي ينوء تحت أعبائها أهل غزة، وهذا ما يجعل العدوان على لبنان يتناسق مع العدوان على غ.زة لجهة ما يريد العدو فرضه من شروط في ظل الدعم الأميركي اللامحدود على كافة الصعد والمستويات، وفي ظل واقع الانقسام السياسي لبنانياً وفلس.طينياً وعدم الارتقاء إلى مستوى تحقيق وحدة وطنية في هاتين الدائرتين تمليها ضرورات المواجهة ومنح الموقعين الفلس.طيني واللبناني مناعة داخلية في مواجهات التحديات التي يفرضها تواصل الع.دوان وتصعيده. وإذا ما أضيف إلى النتائج السلبية المترتبة على استمرار الانقسام الفصائلي الفلس-طيني والمناكفات السياسية الداخلية اللبنانية وعجز النظام الرسمي العربي عن كسر الحصار المفروض على غ.زة وبرودته في مساعدة لبنان مع استمرار بعضه في نسج علاقات تط.بيع مع الك.يان الصهuوني؛ فإن الانكشاف القومي هو الذي أفسح المجال للنظام الإيراني التغول في العمق القومي موظفاً دماء ش.هداء لبنان وفلس-طين الذين يسقطون في المواجهة مع العدو في خدمة تحسين مواقعه بالتماهي مع الرغبة الأميركية بغية إنتاج نظامٍ إقليمي جديد تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد، وأن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، يرفض تجيير تضحيات شعب لبنان لصالح أجندة النظام الإيراني ويدعو القوى التي تنفذ تلك الأجندات العودة إلى وطنيتها، تعلق الأمر بساحة لبنان أو بساحة فلس.طين.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ولمناسبة مرور سنة على “طوفان الأقصى”، وهي تكبر التضحيات الجسيمة التي تبذلها جماهير فلس-طين ولبنان وصمودهما في مواجهة تصاعد العدوانية الصهuونية عليهما، إنما تؤكد على الحقائق التالية:
الحقيقة الأولى، إن عملية “طوفان الأقصى” شكلت محطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلس.طيني، وهي وإن لم تكن الأولى التي سطرت فيها المقاومة الفلس.طينية ملحمة بطولية في مواجهة العدو الصهuوني، فإنها لن تكون الأخيرة، لأن الصراع مع العدو الصهuوني هو صراع وجودي سيبقى مفتوحاً على المستقبل طالماً بقى الاح.تلال قائماً. ولهذا فإن هذا الانجاز النضالي سيؤسس عليه نضالياً وسياسياً كونه جسد نقلة نوعية في مسيرة المواجهة مع العدو الصهuوني.
الحقيقة الثانية، إن المقاومة ومعها جماهير فلس.طين تدرك، أن النضال من أجل حماية الهوية الوطنية والتحرير وحق تقرير المصير، هو طريق ليس مفروشاً بالورود، بل هو طريق شائك يتطلب تضحيات بالنفس والمال وكل ماهو متاح من إمكانات لمواجهة عدوٍ عن.صريٍ لايعيرُ اعتباراً للقيم الإنسانية والأخلاقية، ويحكمه نظام مارق يحظى بدعم مطلق من دول النظام الاستعماري وفي طليعتها أميركا التي توفر له الحماية الدولية من كل إدانة سياسية ومساءلة قضائية عن جرائمه التي يرتكبها ضد شعب اُغْت.صِبت أرضه وشرد منها.
وعلى هذا الأساس فإن الصراع مع العدو، لا يقتصر على مواجهته لوحده وحسب؛ وإنما يشمل كل الداعمين والمتماهين معه من قوى دولية وإقليمية يلتقون على معاداة العروبة كهوية قومية وكمنظومة قيمية إنسانية وأخلاقية وكتاريخ حضاري وكمشروع سياسي هادف إلى توحيد الأمة العربية في دولة قومية تتحقق فيها ذاتها التي تنطوي على كل مقومات الوحدة.
الحقيقة الثالثة، إن القضية الفلس.طينية، كانت قبل “طوفان الأقصى” وستبقى بعدها، تشكل عاملاً كاشفاً لكل الأوضاع المحيطة بها في دوائر الفعل الوطني الفلس.طيني والقومي والإقليمي والدولي وكما يؤكد القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق، فهي كاشف لمخاطر الانقسام السياسي في بنية العمل المقاوم، الاح.تلال وتأثيراته السلبية على فعاليات المقاومة بكل تعبيراتها السياسية والعسكرية والجماهيرية والتعبوية، كما هي كاشف لتخاذل دول النظام الرسمي العربي لا بل تواطؤ وتآمر بعضها على فلس.طين شعباً وثورةً بالمحاصرة السياسية والتقتير المالي، في الوقت الذي تستمر فيه هذه الأنظمة بإدامة علاقاتها الدبلوماسية والتطب.يعية مع الكيان الصهuوني رغم ح.رب الإب.ادة والتدمير والتهجير التي يشنها على غ.زة ولبنان وهو الذي لا يخفي أن حدود كيانه تتجاوز حدود فلس.طين التاريخية إلى ما يسمى بدولة “إسرائيل الكبرى” التي ترتسم حدودها ما بين الفرات والنيل.
الحقيقة الرابعة، إن فلس.طين، ومنذ بدأ الحلف الصهيو – استعماري التخطيط والتنفيذ لاغتص.ابها وإقامة كيان غاصب على أرضها، لم تكن بأساس وخلفية مشروعه مستهدفةً لذاتها وحسب، وإنما الوطن العربي برمته ويكفي التذكير بمقررات مؤتمر كامبل بانرمان 1905- 1907، للتدليل على البعد الحقيقي لاختيار فلس.طين، موقعاً تقيم عليه الحركة الصهuونية كيانها بدعم استعماري لا حدود له. وهذا ما يجعل من القضية الفلس.طينية قضية قومية عربية مكتملة الأوصاف والأركان. وعندما تكون قضيةً ما، قضية قومية، فإنها تتحول إلى قضية شعبية تتجذر في وجدان الأمة الجمعي وفي تفاصيل حياتها. وهذا ما يشعر به كل إنسان عربي يرى بالقضية الفلس.طينية قضية خاصة به تعنيه في حاضر حياته ومستقبله لارتباط مصير الأمة بها. وهذا ما لا ينطبق على تعاطي شعوب وأمم أخرى معها، إذ تقدم أنظمة هذه الشعوب والأمم على اتخاذ مواقف سلبية أو إيجابية من القضية الفلس.طينية، ولكنها لا ترتقي في تعاملها معها باعتبارها قضية قومية، وهذا ينطبق على الدول والأنظمة التي تنظر إلى القضية الفلس.طينية وتتعامل معها باعتبارها قضية للاستثمار السياسي وكما هو حال النظام الإيراني.
فالقضية الفلس.طينية ما كانت يوماً قضية قومية للشعوب الإيرانية، بل هي مجرد قضية سياسة فوقية يتعامل معها النظام الإيراني باعتبارها مدخلاً للنفاذ إلى قلب الوطن العربي وغرس مخالبه به. ساعده على ذلك، الانكشاف القومي للأمة بعد احتلال العراق من جهة، والتسهيلات الأميركية من جهة أخرى بغية تنفيذ ما عجز عنه العدو الصهuوني من تحقيقه في اختراق العمق الشعبي العربي وتفتيت بناه المجتمعية وتحويل الدول العربية إلى دول فاشلة. أثبتت الوقائع التي أعقبت “طوفان الأقصى” على جبهتي لبنان وفلس.طين، أن النظام الإيراني يستثمر بدم أبناء الأمة من فلس.طينيين ولبنانيين خدمة لأجندة أهدافه الخاصة بالاستناد إلى التضليل الذي مارسه في تعامله مع القضية الفلس.طينية، وبما دفع كثير من القوى السياسية العربية، وللأسف، لأن تعمل على تسويق الموقف الإيراني على أنه موقف جذري في معاداته للك.يان الصهuوني، فيما الحقيقة عكس ذلك وهو الذي يبقي قنوات اتصاله مفتوحة مع أميركا التي تضبط إيقاع تبادل الرسائل بالنار بين النظام الإيراني والكيان الصهuوني لإبقائها ضمن دائرة الاحتواء وفق الحدود المتفق عليها سلفاً.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي ترى أن “طوفان الأقصى” ليست إلا محطة في مسار النضال الوطني الفلس.طيني، تؤكد مجدداً، بأن التضحيات التي تقدمها جماهير الأمة في ساحتي فلس.طين ولبنان، ستذهب سدىً إن لم يتم تثميرها وتوظيفها توظيفاً نضالياً في سياق تحصين الموقف الوطني الفلس.طيني كما الموقف الوطني اللبناني، وهذا مايتطلب:
أولاً، المبادرة فوراً إلى تفعيل ما تم الاتفاق عليه في بكين عبر وضع مندرجات اتفاق الوحدة الوطنية قيد التنفيذ العاجل. فبمثل هذه الوحدة، تُحْدِثُ المقاومة صدمة إيجابية لدى جماهير فلس.طين والأمة، وصدمة سلبية لدى العدو الذي يراهن على استمرار الانقسام في الصف الوطني الفلس.طيني لتمرير مخططاته السياسية الآنية والبعيدة المدى بدءاً بطمس الهوية الوطنية الفلس.طينية عبر إسقاط التمثيل السياسي للشعب الفلس.طيني الذي تمثله منظمة التحرير الفلس.طينية. فضلاً عن ذلك، فإن تحقيق هذه الوحدة بقدر ما هو حاجة وطنية فلس.طينية، فإنه حاجة عربية لمحاكاة الواقع العربي الرسمي والشعبي بموقف سياسي موحد ورؤية موحدة لآلية إدارة الصراع بكل عناوينه ومتفرعاته ومنها إدارة الحراك الدبلوماسي الذي يفترض تفعيله في الحد الأقصى الممكن للاستفادة من معطى المتغيرات الإيجابية على المستوى الدولي، تعلق الأمر بارتفاع عدد الدول التي تعترف بفلس.طين، أو بمقاضاة “إسرائيل” على جرائمها أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، أو بإجراءات المقاطعة لهذا الكيان، التي اتخذتها شركات وجامعات ومؤسسات بحث علمي وهيئات تعمل في مجال حقوق الإنسان.
تحولت القضية الفلس.طينية بعد “طوفان الأقصى” إلى قضية رأي عام دولي، وعلى ثورة فلس.طين أن ترتقي إلى مستوى هذا التحول واعتباره الإنجاز الأهم الذي تحقق على مدى عقود من النضال بوضع القضية الفلس.طينية في مدارها الإنساني وهو الذي كانت تفتقر له في السابق، وكان أحد أسباب ضعفها وعدم قدرتها على خوض صراعٍ متكافىءٍ بكل أبعاده وعناوينه.
كما أن القيادة القومية للحزب، بقدر تأكيدها على أهمية الارتقاء بالعلاقات الفصائلية الفلس.طينية إلى مستوى الوحدة الوطنية الفعلية على أرضية برنامج مقاوم، تشدد على أهمية تحصين جبهة لبنان الداخلية بوحدة وطنية فعلية، وانطلاقاً من إدراك عميق، بأن العدو الصهuوني، هو عدو للبنان بكل مكوناته، وهو يبغي ابقاء بنيته الداخلية مفتتة ومتشظية، أسوة بما يبغيه للمكونات الوطنية العربية التي دُمِرَتْ بنيتها بفعل الدور الإيراني التدم.يري وأخطره تطييف الحياة السياسية وإحداث تغيير في التركيب الديمغرافي عبر استقدام كتل بشرية غير عربية لتوطينها في سوريا والعراق على غرار الاستيطان الصهuوني في فلسطين الذي يتوسع ويتمدد على حساب الوجود العربي.
إن تمكين لبنان من توحيد جبهته الداخلية في مواجهة مخاطر العدوان الصهuوني، هي عامل أساس من عوامل إفشال المخطط الصهuوني، وأن المدخل لتوحيد هذه الجبهة الداخلية على أرضية مشروع يعيد توحيد لبنان أرضا وشعباً ومؤسسات، هو إعادة الاعتبار للدولة وإعادة تفعيل حضورها في القيام بمهامها الأساسية الرعائية والحمائية.
إن توحيد الإدراة السياسية الوطنية على جبهتي لبنان وفلس.طين الساخنتين حالياً، إنما يساعد في تعزيز الصمود في الميدان وعلى جبهتي العمل السياسي والدبلوماسي وتلقي نتائج العدوان والعمل على احتواء تداعياته في الحد الأدنى من الانعكاسات السلبية.
والقيادة القومية للحزب، وهي تولي أهمية لتحقيق وحدة وطنية فعلية على هاتين الجبهتين، لا تسقط الأهمية التي تنطوي عليها الساحات العربية الأخرى خاصة تلك التي تعيش تحت وطأة أزمات بنيوية بعضها مستباحة من عصابات اللصوص والتشكيلات المليشياوية التي ترتبط بمركز التحكم والتوجيه الإيراني كحال العراق وسوريا واليمن، وبعضها تحت وطأة ح.رب عبثية كحال السودان الذي يندفع نحو المجهول، وبعضها تستنزفه الصراعات القبلية والجهوية كحال ليبيا والصومال، إلى ساحات أخرى تنوء تحت عبء أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وعليه، فإن الصراع مع العدو الصهuوني، الذي هو صراع قومي بكل أبعاده وإن تموضعت فعالياته الميدانية على جبهتي لبنان وفلس.طين بشكل أساسي، بات يوجب تحصين الجبهات العربية الداخلية من الاختراقات المعادية سواء كانت من المداخل أو الداخل القومي وهو الذي يتطلب نضالاً وجهداً سياسياً وشعبياً لإسقاط منظومات الحكم المرتهنة للقوى الدولية وقوى الإقليم، وتخليص جماهير الساحات من تسلط المليشيات على مقدرات البلاد والعباد، وإعادة الاعتبار للدولة الوطنية وبما يمكنها من توفير مسلتزمات الأمن القومي في مواجهة تحديات الخارج والأمن المجتمعي في مواجهة قوى التكفير الديني والفساد والمحاصصة والتخريب على كافة أشكاله سواء هدف إلى تناول بنية الدولة أو البنية المجتمعية.
إن القيادة القومية للحزب، في الذكرى السنوية لعملية “طوفان الأقصى”، ترى في الوحدة الوطنية الفلس.طينية عنصر الاستعصاء الوطني الذي يحول دون احتواء القرار الوطني الفلسطيني، كما بالوحدة الوطنية اللبنانية عنصر الارتكاز الذي يمكن اللبنانيين من الوقوف على أرضيته لحماية لبنان مما يتهدده من مخاطر صهuونية ومن الآثار السلبية لتثقيل ساحته بأعباء مشاريع قوى دولية وإقليمية تتعارض والمصلحة الوطنية اللبنانية الذي لا يحميها إلا العمق القومي.
والقيادة القومية للحزب، وهي تعتبر يوم السابع من أكتوبر يوماً مجيداً من أيام العرب الخالدة، تدعو الجماهير العربية عبر قواها الوطنية والأمينة على تمثيلها للإرادة الشعبية إلى إطلاق حراك شعبي يعيد للشارع العربي نبضه انتصاراً للمقاومة وإسقاطاً لنهج التط.بيع، وحتى يدرك كل من يتعامل مع القضية الفلس.طينية من الموقع السلبي أو المستثمر بها، بأن هذه القضية ستبقى محركاً للنضال العربي ومن يق.اتل صدقاً من أجلها هم أبناء الأمة انطلاقاً من وعي قومي متجذر في الوجدان القومي بأن الصراع العربي – الصهuوني سيبقى مفتوحاً طالما بقى الاحت.لال قائماً. وعلى قاعدة وجودية هذا الصراع فإن الحياة لا تستقيم لأحدهما إلا بنفي الآخر. ومن يبقى هو الأصيل بانتمائه للأرض ومن تشكلت هويته القومية عبر تواصل المراحل التاريخية للتشكل القومي العربي، ومن سيزول هو من تم استيلاده بقرار دولي في ظل توازنات وتقاطع مصالح دولية، وهو سيزول حكماً باختلال هذه التوزانات والمصالح والمهم أن تبقى جذوة المقاومة والنضال متقدةً .
المجد والخلود للشهداء من أبناء هذه الأمة في أية ساحة سقطوا دفاعاً عن الأمن القومي العربي.
والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات العدو الصهuوني وفي سجون ومعتقلات أنظمة الاستبداد والفساد والرجعية، والنصر ما كان يوماً إلا حليف الشعوب المكافحة من أجل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في 2024/10/7م