
صهيل
—–
قالت
يا فرس أمسك صهيلك وشيل مع الأحلام صبر
الباقي من عشَمك كتير لو مدَّت الأيام عمر
الباقي من ريدك رصيد يكفيك مقاومة اللهيب لو زادت الآلام جمر
يا فرس
احترت فيك
ليه بتتأخَّر كتير
هل كنت منتظر الشُكُر
أم كنت منتظر الرفاق
ويا فرس أبقى انتباه
من قبلِ ما تبدا السباق
راجع بنود الإتفاق
وما تنسى تتمرَّد إذا مضمار ركوضك ضاق وضاق
اتمَدَّ في روحي الفراق
ما نيتي في دحر الحنين
لكن هزمني الاشتياق
أمسك صهيلك وانتظر
والانتظار مبذول على الطرقات متاح
في صرخة الأطفال متاح
في رعشة الغنوات متاح
وما كان غنا البنوت فراغ طال ما صدى الرصاص مباح
طال ما هدف هذا العوار الإجتياح
طال ما اعتمد منطق كلامنا على السلاح
أمسك صهيلك …….. وانتبه
استأنفت لغة المدافع نبرتا
استهلكت سعة الحلوق فيك عبرتا
استنفدت حيلة المحاربين سترتا
أوعاك تشوف من بين سلاحهم عورتا
أوعاك تشوف
أو
أمسك صهيلك وتوب كفاية عليك صهيل
أمسك صهيلك يا سليل المنهَكين
وامسح معاك دم الشهيد والماتوا من وخز الرحيل
أو
أركض وعود
أنسى الوعود
الوساطات / البيانات / المنابر والجهود
الأكاذيب / الإشاعات / القيود
أركض تعال
قبال أقول أركض ……. تعال
تلقى التراب مصلوب على ذكرى الحرب
تلقى البيوت مفجوعة من وجع النزوح
تلقى الشوارع خالية والأبواب جروح
تلقى الحزن مطبوع من الجدران يفوح
تلقى الضفاف في العاصمة تتأوه تنوح
تلقى البلد مترامَية راجياك والصُغار
أركض تعال
ما همَّ يا فرس الغبار
ما لفَّ راسك يوم دوار
ما فكَّ فارسك للأسف عنك حصار
ما مدَّ بينك وبين حبايبك اتصال
ما رجَّع العشم القديم مكتوب وبالخط العريض مصنع رجال
يا حسرة الوطن الينادي ولا مجيب غير الضلال
فاركض تعال
نتلاقى يسبقنا الفرح وتغني نشوانة الديار
نتلاقى عند النيل حشود
ونهني في وضح النهار ..
قالت:
يا فرس.
_______
محمد حسن الشيخ
الرياض مارس ٢٠٢٤