الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس عادل خلف الله لـ(أفريقيا برس): • الدعوة لاستمرار الحرب خدمة لمخطط تفتيت السودان والهيمنة على ثرواته وإنهاك لشعبه

الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس عادل خلف الله لـ(أفريقيا برس):
• الدعوة لاستمرار الحرب خدمة لمخطط تفتيت السودان والهيمنة على ثرواته وإنهاك لشعبه.
• النتائج العيانية لحرب التدمير تعري أطرافها ودعاتها من أي غطاء أخلاقي وحس وطني ومنطق سليم.
• بيان البعث الأول من الحرب شكل الإطار العام للموقف الوطني من رفضها
• الإعلان عما سمي بتعديلات قانون جهاز الأمن غطاء لاستمرار الحرب
في حواره مع (أفريقيا برس) تحدث الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) المهندس عادل خلف الله، عن جملة من قضايا الساعة في السودان، من بينها الانتقادات التي تُوجه للحزب حول موقفه من الحرب، والتدخلات الخارجية في السودان، وتعديل قانون جهاز الأمن، وغيرها من القضايا التي ناقشناها.. (الهدف) تعيد نشر الحوار لأهميته في هذا التوقيت.
حوار: أحمد جبارة
س: حزب البعث العربي الاشتراكي لم يُسمع له صوت في هذه الحرب، وظل في حالة انطواء.. لماذا لم تساهموا في حل أزمة البلاد؟
هذا تقدير غير دقيق وغير سليم. نعتقد أن بيان البعث الأول بعد الحرب شكّل الإطار العام للموقف الوطني العام من رفض الحرب، كما دعونا لتشكيل أوسع جبهة لإيقافها. وبحكم المسؤولية الوطنية، باشر الحزب اتصالاته وحواراته مع قوى الانتفاضة الثورية والقوى السياسية والاجتماعية والديمقراطية بالداخل والخارج وصدرت بيانات مشتركة وثنائية، آخرها مع حركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور وهي أمثلة تدحض فرضية (الانطواء) التي وردت في السؤال.
لا يتوهم البعث بحل الأزمة منفردا، ولا يعتقد أن يحلها أي حزب آخر منفردا أو مجموعة محدودة. هي أزمة تاريخية فجرتها القوى المسيطرة على أدوات العنف وغذتها أطراف أخرى، ولذلك نرى أن المعادل الشعبي لها هو حشد الإرادة الشعبية عبر مكوناتها في أوسع جبهة للديمقراطية والتغيير، وأولوية مهامها وقف الحرب بلا شروط وعبر التفاوض.
س: موقفكم من حرب السودان.. هل أنتم في حزب البعث مع السلام والمفاوضات، أم مع حسم الجيش للتمرد؟
موقف حزب البعث من الحرب ينطلق من فكره، واستراتيجية نضاله المستندة على إرادة الجماهير والحلول السلمية الديمقراطية لقضايا النضال الوطني، ومحورها استكمال مهام ما بعد الاستقلال السياسي. ولذلك عبّر البيان الأول للبعث الذي صدر بعد يوم من الانفجار العسكري، بإدانة الحرب ورفض استمرارها وتوسيع نطاقها، مؤكدا في ذات الوقت رفضه وعدم إقراره بأي نتائج سياسية أو اقتصادية تنجم عنها، سواء يتوافق عليها الطرفان، قيادة الجيش وقيادة قوات الدعم السريع، أو أي منهما حسب موازين قواها ومواقع الانتشار والسيطرة، داعيا، وما يزال، إلى وقفها الفوري، ودون شروط عبر التفاوض، باستمرار الجهود لاستكمال بناء الجبهة الشعبية العريضة للديمقراطية والتغيير.
س:كيف تنظرون للتدخل الخارجي في حرب السودان.. وما هو هدف التدخل الخارجي في حرب السودان؟
هدف التدخلات متنوعة المشارب والأطراف، مزيدا من إضعاف السودان وتفتيته، وهي أهداف معلنة منذ مطلع السبعينيات، إضافة إلى أهدافها الاقتصادية والأمنية في نهب ثرواته وموارده والسيطرة على أراضيه الغنية، زراعية كانت أو معدنية، ومنها الطامع في شواطئه ومياهه، ومنها من ظل يسعى لإقامة قواعد عسكرية، وأكثرها من الرافضين لاستدامة الديمقراطية المرتبطة بالإنجاز المتوجسين من زخم انتفاضته الثورية وتفاعلاتها، ويتخلل كل ذلك العدو الصuيوني، الذي لم يخف دوره في فصل الجنوب عن الشمال، وأقامت قيادات طرفا الحرب علاقة معه، وبموجبها أبرما تفاهمات أمنية واستخباراتية، وسمحا له بموجب ذلك بزيارة منشٱت التصنيع العسكري بعد لقاء الفريق البرهان للمجرم نتنياهو في يوغندا، فيراير 2021م، وألغى بالتزامن، مجلس وزراء حكومة حمدوك، دون مشروعية، قانون مقاطعة “إسرائيل” المجاز من برلمان منتخب ومكافئته لأولئك بدعم انقلاب “25” أكتوبر والترحيب به.
لقد أسهمت مجمل تلك التدخلات في إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها الجغرافي، بتمويلها الحرب وفق قاعدة (لا غالب ولا مغلوب) أو دعمها بأساليب عدة، منها جعلها “الحرب المنسية” .
س:ما موقف البعث من الدعوة للحسم العسكري، وهل ذلك ممكن لأي من طرفيها؟
الدعوة لما يطلق عليه بالحسم العسكري، منذ انطلاق الحرب كانت تستبطن توجها لإدامة الحرب وتوسيع نطاقها، ولقد أكد الشهر الأول بعد انفجارها وما تلاه أنه هدف رغبوي أكثر من كونه قابلا للتحقق ميدانيا، ولذلك كشفنا مخاطر الدعوة له بنتائجه العيانية، تدمير ممنهج لمقدرات البلاد الاقتصادية ومنشآتها، العامة والخاصة، وتدمير البنى التحتية، وهدم المنازل، والمرافق الخدمية، والتوسع في الانتهاكات والاعتقالات وهدر حقوق الإنسان وانتهاكات يرقى بعضها للجرائم ضد الإنسانية والإبادة (التي وثقتها العديد من التقارير)، وهجرة ونزوح ولجوء الملايين من السودانيين، غالبهم من النساء والأطفال، مقرون ذلك بالغلاء الطاحن ونذر المجاعة وفقدان مصادر الدخل، وانهيار العملة الوطنية، وتهريب ونهب مقدرات وثروات البلاد واحتياطياتها من الذهب والنقد الأجنبي، وخلاصته تدحرج مصير وأوضاع البلاد باتجاه التشظي والتفتيت. من يدعو لاستمرار الحرب بعد النتائج الماثلة وتداعيات نتائجها، غض النظر عما يرفعه من شعارات، لا يعبر عن رغبة وتطلعات غالب الشعب وإرادته السلمية التي شكل انقلاب “25” أكتوبر الذي دفع مكوناته، لتفجير الحرب، قمة الاستهانة بها وتحديها، كما هو محفز لمخططات قوى التفتيت والأطماع الاستعمارية والإقليمية المعلنة حسب مخطط (برناند لويس) الذي اعتمده الكونجرس الأمريكي عام 1983م، أو ضلوع فيه، وهو ما يجرد دعاتها وداعمي استمرارها من أي غطاء أخلاقي وحس وطني ومنطق سليم.
س:كيف ترى عودة صلاحيات جهاز الأمن؟ وهل هذه الخطوة تكرّس لحكم تسلطي من الجيش؟
ما تم باسم ما عرف بتعديلات قانون جهاز الأمن والمخابرات ما هو إلا تقنين للمزيد من القمع والتنكيل بالمختلفين في الرأي وإمعان في مصادرة الحريات العامة وإعادة تمكين الفلول، منذ انقلاب قوى الردة، بإعطاء مدير عام الجهاز سلطات واسعة في الاعتقال والتحقيق والمصادرة، وفي الأنشطة المالية والاستثمارات، دون سلطة رقابية، وتحصين لأفعال أعضاء الجهاز وعناصره سواء من الرقابة أو المساءلة. وهي السلطات التي جرد منها كما حلت هيئة العمليات، بالتعديلات التي أجازها الاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء، قبل الانقلاب.
نعتقد أن فشل مكونات الانقلاب في التفرد بالسلطة بالحرب، قاد إلى ابتداع ما سمي بالتعديلات لمواجهة التيار الشعبي الرافض للحرب ولاستمرارها ولمواجهة مكوناتها وتنظيماتها وتحسبا من نذر الانهيار الاقتصادي ونقص الغذاء والغلاء وتداعياتها المحتملة.
من عدلوا القانون لا يستندون إلى دستور، ولا لمؤسسات لها مشروعية إجراء ذلك منذ انقلابهم المشؤوم، ولا مشروعية إصدار أو تعديل أي قانون آخر.
نعم، الإعلان عما سمي بالتعديلات، غطاء لاستمرار الحرب، وتقنين لهيمنة فلول النظام المباد على أجهزة الدولة وميليشياتها، ودون اعتبار لأي من نتائج تجربة حكمهم البائسة منذ 1989م، ولا بتداعيات الانقلاب الذي حرضوا على تنفيذه، ولا بمخاطر استمرار الحرب التي أوقدوا نيرانها على وحدة وسيادة السودان واستقلاله، بعد أن ورطوا قيادة الجيش في الحرب بالإنابة وأدخلوا البلاد وشعبها في مأزق تاريخي.
س:ما هو موقفكم من منبر جدة.. وهل المنبر ممثل في قيادة السعودية وأمريكا قادر على وقف الحرب في السودان؟
موقف البعث الداعي لوقف الحرب وبلا شروط وعبر التفاوض، يجعله ينظر بإيجاب لمباحثات جدة والتطورات التي رافقت جولاته وأطرافه، وأهمية استيعاب أسباب عدم التزام طرفي الحرب بما يتم الاتفاق عليه عبر المباحثات السابقة. ومنها عدم توفر الاستعداد والإرادة لوقف الحرب.
أخيرا مع أهمية استئناف المباحثات في جدة، فالأهم أيضا تكوين آلية للرصد والتحقق والإلزام والمشاركة في الإشراف على إيصال المساعدات من القوى الوطنية السياسية والاجتماعية والديمقراطية والمنظمات الحقوقية الرافضة للحرب ولاستمرارها.
س: هل حزب البعث على تواصل مع أطراف النزاع لحل الأزمة؟ وهل هناك تواصل مع القوى السياسية؟
لا تواصل مباشر للبعث مع أي من أطراف الحرب. ونعتقد أن أطرافها على علم بموقفنا وبالجهود التي نبذلها والاتصالات التي نجريها، باعتباره نشاط علني ومنشور عبر صحيفة (الهدف)، لسان حال حزب البعث العربي الاشتراكي، ووسائل التواصل ونشاط قياداته وكوادره.
لم ينقطع تواصل البعث مع القوى السياسية والاجتماعية والديمقراطية الحية الداعية لوقف الحرب وهو متعمق ومتسع.
س: هل بإمكانكم في حزب البعث الانضمام للقوى المدنية الديمقراطية (تقدم) ؟
البعث متمسك بالدعوة والعمل لوقف الحرب عبر أوسع جبهة للديمقراطية والتغيير. وهي الإطار الواقعي والعملي الذي له جهود ونتائج على الأرض في الداخل. ونحترم أي جهد وطني مخلص يلتقى معنا ومع رغبة شعبنا في أولوية وقف الحرب، بلا شروط، عبر التفاوض .
أوضح البعث عبر الحوار وأكثر من لقاء مع (تقدم) موقفه من الحرب ورؤيته وجهوده وعلاقاته لوقفها ل(تقدم) ، وبدون انضمامه لها.