لجبهة الشعبية العريضة للديمقراطية والتغيير ضرورة وطنية عاجلة ولا غنى عنها #كلمة_الهدف

لجبهة الشعبية العريضة للديمقراطية والتغيير ضرورة وطنية عاجلة ولا غنى عنها
قدم حزب البعث العربي الاشتراكي مشروع الجبهة الشعبية العريضة للديمقراطية والتغيير لكافة القوى السياسية والاجتماعية الوطنية ومكونات وقوى انتفاضة ديسمبر الثورية الحية، لإغناءه بالحوار والتفاعل الإيجابي وتطويره، إدراكًا منه بأهمية توحيد قوى الثورة في جبهة شعبية عريضة من أجل الديمقراطية والتغيير، ولا يزال الحوار مستمرًا نحو أهدافه الوطنية الديمقراطية السامية، رغم بعض الأسباب الذاتية والموضوعية التى أدت لتأخير الإعلان عن تشكيل الجبهة الشعبية، إلا أننا عاقدون العزم، بتنظيم الجهود ومزيد من التفاعل والتنسيق مع كل الشرفاء الذين أبدوا استعدادهم للانخراط في مشروع الجبهة، إيمانا منا بضرورة اعتماد السودانيين على جهودهم الذاتية وتقاليد وتاريخ نضالهم الوطني، التي تتطلب المزيد من التحشيد والتنظيم والبرنامج الوطني المتوازن.
يأتي على رأس أهداف وبرنامج الجبهة العريضة وقف الحرب وإنهائها كأولوية وطنية، وإيصال المساعدات العاجلة ومعالجة تداعياتها، بالعمل وسط الجماهير والاعتماد على قدراتها الذاتية وإرادتها المستقلة، وفق تقاليد نضالها السلمي الديمقراطي، من أجل تجسير الطريق لانبثاق نظام ديمقراطي منتخب ومستدام بالإنجاز والتنمية.
إن ما يتعرض له شعبنا وبلادنا من مخاطر وجودية، وحرب إبادة وتهجير قسري، وخلخلة في نسيجه الاجتماعي، وزعزعة رواسخ السلم الأهلي، وتدمير البنية التحتية، ومؤسسات الدولة والمؤسسات الإنتاجية والخدمية، ومصادر وسبل كسب العيش؛ تتطلب حشد الطاقات، كل الطاقات، باتجاه واحد لوقف هذه الحرب الإجرامية المدمرة وإغاثة المتضررين، كواجب عاجل مقدم على غيره من الواجبات.
من المؤكد أنه، وبعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب، لم يحقق أي طرف نصرا حاسما على الآخر، كما ظن، وباتت الحرب تنحو باتجاه أن تصبح (حالة قتالية مجردة)، فكل طرف يعمل على استنزاف الطرف الآخر، وينتظر ويبحث عن الدعم من الخارج، لأجل ذلك تنافسا في تقديم التنازلات المفرطة في السيادة الوطنية، إلى القوى الإقليمية والدولية التي تعمل على تأجيج الحرب في بلادنا، ما ينذر بتهديد وحدة بلادنا، سيادتها واستقلالها، لضمان استمرارهما في القتال، عبر الدعم العسكري واللوجستي، لتشغيل آلية القتل والدمار، مؤكدين (أنهما مستعدان لدفع أى ثمن لمواصلة الحرب).
في المقابل طور طرفا الحرب تقنيات التضليل الإعلامي وتلفيق المعلومات لطمس الفظائع وتبادل الاتهامات، وادعاء الانتصارات، ولتغييب الحقائق على المواطنين، لتفعيل التعبئة والتجييش القبلي والمناطقي، الذي يهدد بتمدد وتوسيع دائرة الحرب وتحويلها إلى حرب شاملة طويلة الأجل.
إن في مقدور الشعب السوداني وقواه الوطنية الديمقراطية – بحزم أمره، ووحدة جهوده، وسلك طريق النضال السلمي الديمقراطي، وَإحالة معاناته وتضحياته العظام إلى وعي وتصميم باتجاه وقفها بلا شروط – أن يقطع الطريق على دعاة الحرب وأعداء الديمقراطية والتعددية والتحول الديمقراطي، وتجريد طرفي الحرب من أي سند شعبي.
على القوى السياسية والاجتماعية، الوطنية، وقوى الثورة، من النقابات المهنية والعمالية، واتحادات وروابط المزارعين، ولجان المقاومة، وغرف الطوارئ، والمنظمات النسوية، والطلابية، والمنظمات المدنية، وفصائل العمل المسلح التي لم تشارك في انقلاب 25 أكتوبر، ولم تدعم الحرب؛ عليها أن تتوافق في إطار وطني جامع عبر برنامج الجبهة الشعبية العريضة من أجل وقف الحرب والعمل وسط الجماهير، واستمرار تأطير الجهود الشعبية لإدامة وقف الحرب والالتزام والتوافق على بناء وحماية نظام ديمقراطي عبر فترة انتقالية ذات مهام محددة في مجابهة تداعيات الحرب وتستكمل قواها أهداف انتفاضة ديسمبر الثورية وتطلعات الشعب .
من جديد يؤكد حزب البعث العربي الاشتراكي دعمه لأي خطوات جادة نحو وقف الحرب والقتل والتدمير، ويقدم الدعم العاجل لإغاثة المنكوبين والمتضررين جراء الحرب. ومع استمرار التعبئة والضغوط الفعالة لحث  طرفي الحرب للتوجه للتفاوض، والالتزام بما يتمخض عنه.
النصر حليف نضال شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية، والخزي والعار لدعاة الحرب والفتنة والتفتيت.
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
2024/5/31