ظللنا نتابع، منذ مدة ليست قصيرة، نهج دوائر إعلام قوى الردة والاعاقة، المتمثلة في فلول النظام البائد بكافة مسمياتهم وواجهاتهم، التي ظلت تعمل على نشر الأكاذيب والتلفيقات المتعددة ضد حزب البعث العربي الاشتراكي، وقيادته وعضويته، بطريقة تدل على الطبيعة الخبيثة لتآمر فلول النظام البائد في معاداة الوطنيين والمناضلين الشرفاء المتمسكين بأهداف انتفاضة ديسمبر المجيدة، وتصفية النظام البائد سياسيا واقتصاديا، واسترداد حق الشعب المنهوب. بداهة نلاحظ إن حملة الفلول تسير وفق مخطط إجرامي، كلما تصاعد أداء لجنة التفكيك واسترداد الأموال المنهوبة. معد له بخبث في قيادة مركز فلول النظام البائد، وهو مخطط يقوم على نشر الأكاذيب والافتراء بالطريقة التي نعرفها عنهم، كما يعرفها عنهم وعي جماهير الشعب طيلة سنوات تسلط نظامهم لثلاثين عاما على مقدارات البلاد ، وأرواح العباد. وما أن سقط نظامهم الهالك حتى بدأوا في شن حملة تشويه وكذب بائن ضد كل المناضلين الشرفاء، ومنهم مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي تحديدا، وبدا واضحا إن الغرض من ذلك صرف الأنظار، وارباك البسطاء، وتضليل الرأي العام بقاعدة (أكذب أكذب حتى تصدق نفسك)، وفتح ثغرة في جدار حائط الصد القوي المستميت في حماية الثورة ليتسللوا منه، خاب فألهم، وصولاً لإفشال الفترة الانتقالية، واسقاط سلطتها بعمل اجرامي، يمهدون له بحملة افتراءات كاذبة، وتخريب على جميع الصعد وخلل أمني، ولكن لن يقدروا بكل شياطين أنسهم في تحقيق هدفهم المأفون. لقد كانت نظرة حزب البعث العربي الاشتراكي فاحصة ودقيقة، عبر عنها بوضوح أمين سر قيادة القطر المناضل الأستاذ علي الريح السنهوري ،قبل بضعة أيام سابقة للمحاولة الانقلابية الفاشلة فجر الثلاثاء الماضي، 21 سبتمبر، عندما أكد على إن أي تحرك انقلابي مغامر سيسقط بسرعة الضوء. وذلك في تعليقه، المنشور، على تسريب أنباء عن محاولة انقلابية، فقال: “إن أي تحرك انقلابي مغامر سيسقط بسرعة الضوء، وإن الظروف المحيطة بالبلاد لا تتيح لأي مكون أو كتلة ناهيك عن حزب بمفرده أن يتمكن من قيادة البلاد أو التسلط على الشعب.” فهل يعي الفلول إن شعار البعث والقوى الوطنية: (الشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة)، هو واقع وطني لا خلاف عليه. بيد أن مؤامرة مركز فلول النظام البائد باشاعة الأكاذيب لينفذوا منها إلى تحقيق مؤامرتهم، فيروجون لأنباء تتحدث عن تحرك انقلابي وشيك في فترة تزامنت مع توقيع قوى الحرية والتغيير على الإعلان السياسي، الذي وقعت عليه معظم قوى انتفاضة ديسمبر المجيدة في 8 سبتمبر الحالي. وعلى ذات السياق يروجون أيضاً بكثافة لانقلاب عسكري زعموا، (مثلما فعلوا مرات كثيرة سابقة)، أنه لحزب البعث. الذي يؤكد تاريخه النضالي إنه لم يتورط منذ تاسيسه في 1947 في أي عمل انقلابي ضد نظام ديمقراطي تعددي، ولم يشارك في أي سلطة على انقاضه، بل يكون معارضا ايجابيا للحكومات المنتخبة. وتتواصل حملة الكذب والتضليل الشريرة مقحمة اسم حزب البعث في كل فعل شائن تخطط له قوى التخلف والاستبداد لتهيئة الأجواء لأمر شرير وجريمة أخرى تنوي اقترافها أسوة بجرائمها المتكررة. ولهذا نلاحظ كثافة محاولاتهم البائسة لتشويه صورة مناضلي البعث وداعمي الانتقال السلمي ولجنة التفكيك، بتلفيق الافتراءات ونسج الاكاذيب، وإطلاق أكذوبة مليشيات البعث وكتائب حنين المسلحة وانقلاب عسكري هذه الحملة الشائنة، التي استخدمت فيها فلول النظام البائد كل خبراتها ومنظومتها الإعلامية الدعائية مؤخرا ضد البعث وضد قوى انتفاضة ديسمبر المجيدة قاطبة، تعيد لذاكرة شعبنا الحية نشاط ذات دوائر النظام البائد قبيل تنفيذ إنقلابهم المشؤوم على الديمقراطية الثالثة فى 30 يونيو 1989، الذى كلف بلادنا وشعبنا ما كلف من خراب ودمار. وهذه الحملة تؤكد إن الانتفاضة الثورية وقواها وجماهيرها وسلطتها الانتقالية تمضى على الطريق الصحيح، رغم الصعاب والتعقيدات، وإن كان دون الطموح والتطلعات الشعبية. يبقى التأكيد أن يكون التمسك بوحدة قوى الانتقال وبرنامجها وشعاراتها ودعم السلطة الانتقالية باستكمال هياكلها، واستيفاء مطلوبات التحول الديموقراطي، وفي مقدمة المهام التي تقطع الطريق أمام أي متربص ومغامر يستهدف الفترة الانتقالية، وسلطتها، تصفية بنية التمكين في الخدمة المدنية والعسكرية، ومكافحة الفساد، وتشكيل المؤسسة التشريعية والمنظومة العدلية، ومعالجة الأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية وبسط هيبة الدولة بانفاذ سلطة القانون، وقيام السلطات المختصة بفتح الطرق وتأمين المؤسسات والمشاريع الحيوية، وهذا هو واجب أداء المحافظة على ما تحقق من مكتسبات قدم من أجلها بنات وأبناء شعبنا أغلى التضحيات حتى بلوغ التحول السلمي والدولة المدنية الديمقراطية التعددية.