
قراءة حول الاعلان السياسي لوحدة قوى الحرية والتغيير
وقعت قوى اعلان الحرية والتغيير متمثلة في الجبهة الثورية، والمجلس المركزي لقوى اعلان الحرية والتغيير، وحزب الأمة وعدد من المنظمات المهنية والمطلبية اعلانا سياسيا بوحدة قوى اعلان الحرية والتغيير، وقد خاطب الاعلان مجمل القضايا الأساسية التي تخص الانتقال لدولة المواطنة المدنية الديمقراطية، وهي نفس القوى السياسية والمجتمعية التي وقعت في السابق على ميثاق قوى اعلان الحرية والتغيير، الذي افضى الى اسقاط نظام الجبهة الاسلامية، والوصول الى حكومة انتقالية حققت بعض المكاسب ،ولكنها في نفس الوقت أخفقت في بعض الملفات، من ضمن المكاسب التي تحققت انجاز السلام ، وقطعت شوطا مهما في مكافحة التمكين، وتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، واعادة علاقة السودان مع المؤسسات المالية، والاقتصادية الدولية، واسهمت في استقرار الأوضاع على المستوى السياسي، والاجتماعي، بشكل كبيير مقارنة بدول الربيع العربي،أو الدول التي حدث فيها تغيير في ظروف مماثلة، وعليه نأخذ الأوضاع في ثورة مصر مثلا كادت أن تؤدي الى انفلات أمني شامل في ظل حكم جماعة الاخوان، وانهيار اقتصادي كبير حينها ، لذلك نجد أن القوى السياسية في مصر وقتها لم تستطع قراءة المشهد السياسي بشكل صحيح، ولم تكن هناك جبهات حزبية متأصلة مقارنة بالحالة السياسية السودانية، فقط كانت الحالة في مصر استغلال بعض جماعات الهوس الديني لاخطاء النظام وقتها ولم تستطع الاستفادة من التغيير ،الى أن وصل الأمر الى انقلاب عسكري ،وحكم دكتاتوري، وكذلك الحالة السورية حيث حدثت ثورة حقيقية، استغلتها أيضا جماعة الهوس الديني، ووصلت الى عسكرة الثورة وشجعت على العنف ونفس الأمر ينطبق علي ليبيا واليمن وتونس٠٠٠ الخ
الوضع في السودان كان مختلفا، اذ استطاعت القوى السياسية تشكيل أكبر تحالف سياسي على مر تاريخ السودان، واستطاعت اسقاط نظام الجبهة الاسلامية من خلاله ،لكن الوضع في السودان ،وفي ظل نظام حكم ايدلوجي لمدة ثلاثين عام، اوصل البلاد مرحلة خطيرة جدا، حيث كان هناك أكثر من جيش على المستوى الأمني وكذلك هناك تمكين ممنهج طيلة الثلاثين عاما، باسم الجبهة الاسلامية على كافة المستويات على مستوى السوق، ورجال الأعمال وعلى مستوى الأجهزة الأمنية، وعلى مستوى الأجهزة الاعلامية المختلفة، وعلى مستوى القضاء، حقيقة الوضع كان صعبا أو كارثيا، على العموم ميثاق اعلان الحرية والتغيير حقق مكاسب كبيرة وهو يمثل قراءة صحيحة ما قبل سقوط النظام وبالتالي كان من الضروري ان يتم الاتفاق على اعلان سياسي يحقق وحدة قوى الثورة في ظل حكومة الثورة، لأن الوضع تغير تماما وأصبحت قوى الثورة حكومة وليست معارضة وعليه تغيرت المعطيات، وكانت هناك تحديات كبيرة وتداخلات من قوى الردة اضافة لتباين وجهات نظر بعض قوى الثورة التي تبدلت مواقع بعضها لذك توجب تطوير الخطاب من خطاب المعارضة الى خطاب رجال الدولة، واعتقد المعادلة أصبحت صعبة للغاية لذلك بعض القوى التي لم توقع على الاعلان اليوم في تقديري لم تستطع قراءة المشهد بشكل سليم ،لأن الوضع الانتقالي لا يتحمل خطاب الانتصار للذات و انما يجب على قوى الثورة التفكير بعقل جمعي لحين الوصول الى دولة المواطنة، كذلك الاعلان السياسي خاطب قضايا مهمة في مقدمتها اصلاح الحرية والتغيير، واستكمال ازالة تمكين النظام البائد ،وقيام المجلس التشريعي ، واصلاح القطاع الأمني، والعسكري، وكذلك الوصول الى صيغة موحدة لقوي الثورة، لخوض الانتخابات.
_