حقيقة (كورتنا) عارية ملط..

حقيقة (كورتنا) عارية ملط..

الجمعة ٥ مارس ٢٠٢١م
أبوبكر عابدين

قال رجل حكيم ذات يوم:(عندما يكون المنصب أوالموقع أكبر من الفرد تجده مغروراً مزهواً وأحمقاً ظالما، والعكس صحيحاً فتراه متواضعاً عادلا، والصوت الهادئ أقوى من الصراخ والعويل والجلبة والضوضاء..

▪️ قصدت الكتابة قبل لقاء الهلال اليوم ضد بلوزداد الجزائري وغداً المريخ والأسد التنزاني ومعرفة نتائجهما، وحتى لا أقع تحت تأثير النتيجة إيجابية أو سالبة، فالحقيقة ثابتة لا ولن تغيرها نتيجة عابرة وقناعتنا راسخة بمعطيات الواقع ولاشئ سواه.

▪️لاتصدقوا حلو الكلام ومعسوله ولكن خذوا الحقيقة مجردة عارية من الواقع المعاش.

▪️ حقيقة أولى : هي أن كرة القدم أصبحت علم يدرس، وكذا مهنة لها أصول وقواعد وقوانين، وبالتالي فإن من يدخل مجالها والعمل فيها لابد وأن يكون مؤهلاً ومسلحاً بكل أدوات النجاح فيها..

▪️ثانياً: ممارستها تقوم على قواعد وأساسيات يتم تعلمها بجزئيات في كل مرحلة عمرية فإن تجاوزتها فلا نجاح ولافلاح، المراحل العمرية تحتاج إلى ملاعب خاصة بمقاييس محددة وكرات للعب بمقاسات محددة، ومنهج علمي يدرس بمدربين متخصصين في تلك المراحل السنية لأنها مرحلة بناء أساسية، شأنها شأن المدارس الأكاديمية التي تعلم النشئ في المرحلة الأساسية مواد محددة وكذا المتوسطة والثانوية وحتى الجامعة، وبالتالي لايعقل أن تنقل طالب من المرحلة الأساسية إلي الجامعية وتأتي له بدكتور ليعلمه مواد أكبر من قدراته، فحتماً سيسقط ويرسب..

▪️ثالثاً : المدرسة أو الجامعة كمؤسسة لايمكن أن تأتي لها بمدير ومعلمين أو هيئة إدارة ليديرونها من الشارع دون مؤهل، فحتماً سيكون الفشل هو النتيجة الحتمية..

▪️رابعاً: ما أود قوله إن الهلال والمريخ كليهما جاء بجهاز فني من أعلى طراز كفاءات عالمية وبمبالغ طائلة، ليدربوا لاعبين، لم يمروا بالمراحل السنية ولم يتعلموا أساسيات لعب الكرة بطريقة علمية ويعتمدون فقط على موهبتهم الفطرية ويفتقرون إلى الوعي الإحترافي لا في سلوكهم ولا حتى في طريقة حياتهم وأسلوب التغذية الصحيحة وغيرها من الأساسيات!!

▪️خامسا: الإدارة المتخلفة التي تدير الكرة في السودان إتحاد على أندية كلهم بلا إستثناء لا يصلحون لقيادة أندية بطريقة إحترافية فترى الفوضى والعشوائية وكل أدوات العبث والتخريب تجرهم المصالح الشخصية وتقودهم إلى ذلك المصير المظلم لكرتنا السودانية!!

▪️سادساً: لو كنا نريد الفلاح والإصلاح حقيقة، لقمنا بتغيير الإدارات أولاً بطريقة ديمقراطية بتولي المؤهلين أصحاب الخبرات للمؤسسات الرياضية إتحادات وإدارات أندية وإعلام حتى تنهض بالرياضة عامة.

▪️سابعاً: الأجهزة الفنية والمدربين العالميين الذين نستجلبهم الواجب هو أن نأتي بهم ليدربوا الصغار والمراحل السنية كلٌ في تخصصه.

▪️ثامناً: لابد من تهيئة الملاعب والميادين في كل مدن السودان بدلاً عن تلك الزرائب التي تسمى مجازاً بملاعب كرة قدم، وتلك مسؤلية الدولة في المقام الأول.

▪️تاسعاً: الإعلام.. الإعلام إن لم نتخلص من المشجعين المتعصبين الذين يقودون عملية النقد الرياضي فلن يصلح الحال أبداَ ولنعترف بأن الواقع الإعلامي مؤلم مؤلم رغم وجود إشراقات قليلة وسط الشباب تحتاج إلى الصقل والتدريب داخل وخارج السودان للخروج من ذلك النفق المظلم.

▪️عاشراً: كلمة أخيرة وهي لاتحلموا بعالم سعيد وتقدم وإن جئنا بأعظم مدربين العالم لأن العلة ليست في التدريب وإنما بيئة رياضية فاسدة مريضة تعاني من الكثير وتحتاج إلى عمليات جراحية حتى تعود العافية لجسد الرياضة عامة وكرة القدم خصوصاً، فهل نحلم بقرارات ثورية قوية حتى ولو تغلق البلد على نفسها لترتيب نفسها جيداً ثم تعود للعالم الخارجي بصورة جيدة جديدة، لأننا لو سرنا بهذه الطريقة العقيمة مئات السنين فلن نسير إلا إلى الوراء..

▪️ تلك بكل أسف هي الحقيقة المرة ولن نخرج من نفق التعصب الأعمي ونخوض في وحل هلال مريخ ومريخ هلال وزناطير ودلاقين وغيرها من غثاء القول وساقطه ولاحول ولاقوة الا بالله..