
تصريح صحفي
الإتفاق الإطاري خطوة على طريق بناء السلام ونزع مسببات الأزمة من جذورها
مع شعبنا، طالعنا بغبطة توقيع حكومة جمهورية السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال/ الجبهة الثورية، على الإتفاقية الإطارية لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان/جبال النوبة، والذي كللته مجهودات تسريع خطوات بناء السلام في السودان بعد أن شهدت تلك الربوع العزيزة من بلادنا نزاعات مدمرة لعقود من الزمان، تغذيها الديكتاتورية والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
وبنجاح إنتفاضة ديسمبر الظافرة، حان الزمان الذي يجب أن يعكف السودانيون فيه على وضع حلول لمشاكل الحرب وإنعدام التنمية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وهدر الموارد، للمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل السودان الديمقراطي الموحد المزدهر.
إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي، نهنئ في البدء الشعب السوداني في مناطق النزاع، في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ودارفور على هذه الخطوة المتقدمة في مسار السلام، ونثمن وندعم الإرادة الإيجابية التي ظلت تسود أجواء مفاوضات السلام بين الأطراف، والرغبة التي أبدتها السلطة الإنتقالية في الدفع بالسلام كقضية قومية، ذات أولوية خاصة في الفترة الانتقالية، وكذلك نثمن الدور الكبير الذي تضطلع به دولة جنوب السودان، وقيادتها الشقيقة على ما تقوم بها من دور الوساطة، واستضافة المحادثات بروح أخوية صادقة، وصولا إلى سلام شامل يضم جميع الفصائل المسلحة. ولكي يتنزل على أرض الواقع في المنطقتين، ينبغي إستمرار الجهود لاستيعاب الحركة الشعبية – عبد العزيز الحلو.
نتفهم أن هذا الاتفاق ينظم عملية التفاوض بخصوص المنطقتين، والعلاقة بين الأطراف خلال فترة التفاوض، بتعزيز وقف إطلاق النار وتيسير وصول الإعانات الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها الحركة، والترتيبات الأمنية، إلا أن هذا الاتفاق يؤكد أيضاً على حرص الأطراف على وقف العمليات الحربية، وضمان الأمان والسلامة لأهلنا في جنوب النيل الأزرق، وجنوب كردفان، خلال الفترة الإنتقالية.
وإذ يثمن حزب البعث العربي الاشتراكي هذه الخطوة العظيمة، فإنه ينطلق من أهمية الدفع بها، لتعزيز مجهودات بناء السلام الدائم والشامل، من خلال التوصل لإتفاق أيضاً مع بقية الفصائل، بإعتبار أن مهمة بناء السلام، وعودة شعبنا لمزاولة حياته الطبيعية ومعالجة الاضرار البليغة التي حاقت بمناطق النزاعات، وعلى إمتداد القطر مهمة السودانيين كافة ومسؤوليتهم جميعاً، وبما ينتزع مسببات الأزمة من جذورها ويعمق الوحدة، ويسرع من استكمال مؤسسات الفترة الانتقالية، وينهي الهيمنة والتمكين، وأن يكون السودان وطناً مزدهراً للسودانيين كافة، تباشر فيه الدولة وظيفتها الاجتماعية من خلال سيطرتها على المفاصل الحيوية للاقتصاد، بدعم السلع الأساسية والخدمات الحيوية.
المهندس عادل خلف الله
الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي
25/يناير/2020م