التجمع الديمقراطي لأساتذة الجامعات والمعاهد العليا السودانية

بسم الله الرحمن الرحيم

التجمع الديمقراطي لأساتذة الجامعات والمعاهد العليا السودانية

بيان رقم (١٣)

بعد ثلاث أشهر من الإغلاق المرتبك للجامعات الحكومية في ديسمبر الماضي، بهدف حرمان طلابها وطالباتها من التفاعل مع الحراك الشعبي الواسع، نلاحظ محاولات لإعادة فتح هذه الجامعات بذات الطريقة، التي لم تكن فيها أي صيغة من المؤسسية الإدارية بالرجوع لمجالس الأساتذة و لا مراعاة لمصلحة الطلاب و مستقبلهم، و حقهم الطبيعى فى التفاعل مع هموم شعبهم. و فى هذا الصدد نود أن نوضح الآتى:
أولا: لقد تم تعليق الدراسة في الجامعات الحكومية لأجل غير مسمى بقرار وزاري، لم تراع فيه الظروف الأكاديمية للجامعات، من حيث سير الدراسة و التقويم الدراسي، و لم تستشر فيه أى جهة أكاديمية أو إدارية. و هو قرار أمني فقط صدر خوفا من الطلاب لا خوفا عليهم و على مستقبلهم.

ثانيا: إجراءات إعادة إستئناف الدراسة تتم بطريقة لم تراع مصلحة الطلاب والطالبات، حيث أعلنت هذه الجامعات جداول الإمتحانات مع إعلان فتح أبواب الجامعة، دون مراعاة للإنقطاع الطويل، و ظروف سفر طلاب الداخليات و خلافه. و هو تفكير تآمرى يهدف لفرض الأمر الواقع و الابتزاز بعيدا عن القيم التربوية و الأخلاق المهنية .

ثالثا: الظروف التي أدت لإغلاق الجامعات هى ذات الظروف الحالية، إذ لا يزال الحراك الشعبي على مستوى الشارع مستمرا بلا إنقطاع. و من ثم يحق للطلاب التعبير عن آرائهم و التفاعل مع شعبهم بحرية كاملة كحق و من أى مكان، و على إدارة الجامعة إحترام رغبة الطلاب و الدفاع عنهم، و ذلك برفض تدخل الأجهزة الأمنية فى الأنشطة الطلابية عموما، و رفض إستباحتها لقدسية الحرم الجامعى.
رابعا: إن وجود كتائب الظل و مليشيات النظام بلافتات الجهاد و الدبابين و غيره، هو المهدد الفعلى للاستقرار الجامعى و لابد من تنقية البيئة الجامعية من هذه الخلايا الإجرامية، قبل التفكير فى فتح أبواب الجامعة و إستئناف الدراسة.

خامسا: لا يزال هناك عدد من الزملاء و الزميلات الأساتذة داخل زنازين الأمن، دون تهم محددة و دون أن يقدموا لمحاكمة، و هذا المسلك يجد مننا الرفض و الإدانة.
سادسا: هناك عشرات الطلاب و الطالبات من الجامعات المختلفة (خاصة و حكومية) يتعرضون للاعتقالات و الضرب و الإهانات و التهم الملفقة، بسبب مواقفهم السياسية فقط، و هذا سلوك منافي للأعراف و القيم التربوية.
لكل ما ذكر فإن على الوزارة التى إتخذت قرار تعليق الدراسة مركزيا، أن تتحمل مسؤوليتها تجاه طلابها و أساتذتها و مؤسساتها، بمهنية، و ليس بالإملاءات الأمنية، كما هو الحال مع إدارات التمكين و الغفلة.

وعليه فإننا نطالب بالتعجيل بفتح الجامعات واستئناف الدراسة حرصا على زمن ومستقبل الطلاب حتى لا تضيع سنة كاملة من مسيرتهم الدراسية .. وفي الوقت عينه نطالب بإطلاق سراح جميع الأساتذة و الطلاب وكل المعتقلين في سجون النظام..
وندين سلوك أجهزة النظام في قمع المواكب السلمية.

التجمع الديمقراطي لأساتذة الجامعات والمعاهد العليا السودانية
الأحد ٢٤ مارس٢٠١٩