نجاح العصيان مدعاة لتماسك قوى الثورة وترصين وحدتها
كتب: ياسر عوض الزين
هناك نذر مواجهات إعلامية داخل حوش الثورة، في توقيت غير مناسب على الاطلاق، حيث من المعلوم أن قوى الثورة حين وقعت على إعلان الحرية والتغيير إنما تواطأت على برنامج حد أدنى سقفه الإسقاط الكامل للنظام عبر الجماهير بوسائلها السلمية وأدواتها المجربة بالتظاهرات والاعتصامات، وصولاً للإضراب العام والعصيان المدني وإحلال بديل وطني ديمقراطي بعد تصفية ركائز النظام ومحاسبة رموزه واستعادة أموال الشعب المنهوبة.
ولعله، ومن نافلة القول، أن القوى الموقعة على الميثاق لم تتخل عن أهدافها وبرامجها وخطها إلا بمقدار ما تحتمه طبيعة العمل الجبهوي والعلاقة المشتركة ضمن حدود الميثاق، ولم توقع أياً من هذه القوى صكاً للذوبان في ثوب واحد، وعلى ذلك تظل كل الأطراف محتفظة بحقها الكامل في التفاعل النقدي مع مجمل ما هو مطروح من مواقف وآراء ومبادرات بمنتهى الاحترام وعدم التشكيك، وبذات القدر علينا أن نتحسب لهواجس بعضنا البعض تجاه بعض مواقف أو مفردات خطاب وتفسير ما ينبغي تفسيره بمنتهي التقدير والمسؤولية، فمثلاً هناك أحاديث وتسريبات عن بعض مبادرات لتسويات محلية أو دولية جارٍ تسويقها وتخطيط الآفاق لحقنها في شرايين الوطن بديلاً ينثر بعض المساحيق والألوان على وجه النظام، ويبقي على جوهره دون تغيير، وبطبيعة الحال فإن هذا الشعب الذي انتفض وظل في الشارع لثلاثة أشهر وقدم ارتالاً من الشهداء والجرحي والمعتقلين، لابد أن يستشعر ما يتربص بثورته وما يحاك ضدها وأن يهب لحمايتها وحراستها آملاً أن لا مهادنة حوله، فمثلاً كان هناك حديث لاجتماع في باريس لبعض فصائل المعارضة مع منظمات أجنبية بأجندة تتعلق بالحراك ومآلاته حسبما رشح وتزامن ذلك مع اجتماعات فصائل معارضة في نفس العاصمة والوقت، خاصة وبعضها كان يطرح شكل من أشكال التفاوض مع النظام للرحيل أو التغيير أو خلافه في ذروة تصاعد الحراك، فمؤكد أن الأمر مثير للقلق، ويحتاج لتفسير دون تخوين أو تشكيك، وبالطبع فإن البيانات القوية التي نفت أي اتجاه للتفاوض أو التنصل من الالتزام التام بالإسقاط الكامل للنظام عبر الآليات المتفق عليها لعلها قد أزالت أي لبس أو ضبابية حول الأمر، وبات الكل أمام حقيقة أنه لم يعد هناك أكثر من خيارين الأول أن يسقط النظام، وتنتصر الثورة، والثاني أن تنتصر الثورة ويسقط النظام، وهذا ما ظلت تؤكده كل فعاليات الثورة من خلال ما تحققه من نجاحات والتفاف جماهيري واسع كما حدث اليوم من نجاح للتجربة الثانية، العصيان، والتي يتوجب علينا أن نستغلها كمناسبة لترصين وحدة وتماسك قوى الثورة وتأكيد حتمية نصرها القريب باذن الله.
و #تسقط_بس