
كلمة الهدف:
تحية إلى المناضلة المعتقلة
يتزامن الإحتفال بالثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، مع اندلاع ثورة ديسمبر، التي تدخل الآن شهرها الثالث، وتتميز بمشاركة غير مسبوقة للمرأة السودانية، تدل عليها الإعداد الكبيرة، وغير المسبوقة، أيضاً، من النسوة اللائي تستضيفهن زنازين النظام وسجونه، وفي مقدمتها سجن أم درمان سيء الصيت.
وقد استبقت جماهير شعبنا، الإحتفال العالمي، الذي يجري اليوم، باحتفاء تاريخي وثوري، يوم أمس، بمواكب حاشدة في العاصمة، لتحية رائدات النسوة السودانيات، في كل المجالات، واتخذت المواكب والاحتجاجات الشعبية، من مساكن اؤلئك الرائدات بداية ومنتهى لتلك المواكب، والتى شارك فيها الجميع لإظهار التضامن مع المرأة السودانية والتقدير لدورها المتصل في النضال الوطني الديموقراطي.
لقد ظلت المرأة السودانية، زمناً طويلاً، ضحية للتخلف الإقتصادي والإجتماعي الذي ترزح تحته البلاد، مثلما كانت ضحية للاستبداد السياسي، الملتبس بالدين، خصوصاً، في الثلاثة عقود الأخيرة، التي اختطف فيها الانقلابيون الإسلاميون حكم البلاد. وعانت المرأة، الريفية، بالذات، من حروب النظام التي تحملت المرأة، خاصة، في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، كثيراً من ويلات الحرب، تقتيلاً وتشريداً، وسجناً واغتصاباً.
إن مشاركة المرأة السودانية في الثورة، هي الرد الطبيعي على الأوضاع السيئة التي تحيط بحياتها، وهي التعبير الجذري لرفضها الاستسلام لتلك الأوضاع السالبة، والعمل على تحويلها تحويلاً ثورياً باتجاه الأفضل. لذلك فإن مشاركة المرأة، وغيرها من الفئات والشرائح الاجتماعية الأكثر تضرراً من نظام الفساد والاستبداد، يعطي الثورة عمقها الراديكالي، ويعصمها من التسويات وأنصاف الحلول، التي تدور حول محاور ترقيع النظام مع المحافظة على جوهره، بدلاً من إسقاط كل النظام وتصفية كامل ركائزه السياسية والقانونية والإقتصادية والإجتماعية والايديولوجية.. الخ.
إن احتفال المرأة السودانية، بيومها العالمي، يكمن، إذن، في تصعيد النضال وتكثيفه في مختلف المستويات، كماً وكيفاً، من أجل إنفاذ العصيان المدني والإضراب العام، للقضاء على النظام الفاشي وإسقاطه، في وقت تبدأ فيه المعتقلات، إضراباً عن الطعام، للاحتجاج على الأوضاع السيئة في المعتقلات والسجون، وسجن ام درمان، بشكل خاص، ولفت الانتباه لمعاناة المعتقلات.
التحية لكل النساء السودانيات في عيدهن، وهن يزين ساحات النضال، والتحية للمناضلات المعتقلات. المجد للشهداء الأكرم منا جميعاً والنصر للشعب الباسل ولثورته الظافرة.