كان أمس الثلاثاء 5مارس، يوماً استثنائياً في تطور انتفاضة شعبنا وحراكه الثوري، الذي تشهده بلادنا منذ أكثر من شهرين، حيث دخلت الحركة الجماهيرية، لأول مرة، في إضراب شاركت فيه العديد من الفئات الاجتماعية، في العاصمة وبعض مدن الولايات، وقد تفاجأ النظام بهذا الطور من نضج الانتفاضة وقواها وطلائعها وتطور مسارها، حيث شلت قدراته وأصيب بالعجز التام، ولم تعد كتائبه القمعية تغني عنه شيئاً.
لقد أكدت الجماهير، مرة، أخرى، استعدادها غير المتناهي، للنضال ، بالاستجابة الفورية لنداء الإضراب، الحدث الاستثنائي الذي وجد مكانه الطبيعي في صدارة اهتمامات الرأي العام العالمي وأجهزته الإعلامية. ومرة أخرى، أكدت جماهير شعبنا على قدراتها الهائلة وعنفوانها وقوة إرادتها، بهذه النقلة الكبيرة، في مسيرة الشهرين النضالية، ووضع تطورها على عتبة العصيان المدني والإضراب السياسي العام. فقد كانت، في نظر شعبنا وقوى الانتفاضة ، بروفة ناجحة، لتلك الضربة القاضية التي ستوجه للنظام لتسقطه.
ياجماهير شعبنا الملهمة:
لقد أضاءت وعبدت تجربة الإضراب خارطة الطريق إلى العصيان المدني والإضراب السياسي العام، والذي أصبح أقرب من أي وقت مضى، والذي لا يتطلب من الجماهير في أماكن العمل وفي الأحياء، غير المزيد من التنظيم والانتظام في اللجان، وتوسيع نطاق التعبئة لاجتذاب كل القوى والشرائح الاجتماعية والقطاعات المهنية، لساحة النزال، ساحة المعركة الأخيرة، معركة الحسم والظفر.
إن نجاح إضراب الثلاثاء، هو محصلة أيام خالدات من المنازلات الجسورة التي خاضتها الحركة الجماهيرية وطلائعها الديموقراطية، تحت شعار إسقاط النظام واجتثاثه من جذوره، والتي ظلت منذ انطلاقتها تكتسب خبرات جديدة وقوى اجتماعية مضافة، ترتقي، ايضاً، وهي تسطر صفحة جديدة، بالاحتفاء، يوم غد الخميس، بالمرأة السودانية، التي لم تتخلف عن ركب النضال والثورة، وتقدمت صفوف الثوار قائدة للتظاهرات والحراك الشعبي، منذ بداياته، مثلما تقدمت صفوف المعتقلين، بأكبر عددية يشهدها السودان طوال تاريخه الحديث.
المجد للمرأة المناضلة والمعتقلة
والخزي والعار لأعداء الحرية والسلام والعدالة.
والنصر لشعبنا وانتفاضته الظافرة لإسقاط النظام وكافة بدائله الزائفة.
والمجد للشهداء الأكرم منا.
حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر السودان
6 مارس 2019
