مغزى اﻻحتفال في الثامن من مارس بالنسبة للمرأة السودانية

مغزى اﻻحتفال في الثامن من مارس بالنسبة للمرأة السودانية

بقلم: فاطمة أبو بكر ضياء

ظلت المرأة السودانية وعبر تاريخ التكون الوطني تلعب أدواراً هامة وريادية في الحياة العامه وحياة المجموعات المجتمعية الضيقة (المنطقه،القبيلة)… والمتناول لحركة التاريخ يجدها في مرحلة تاريخية تصدت لدور المسؤولية الأول (الملكات الكنداكات) والذي شهد عهداً من النماء والسلام والعدل، وحتماً التطور والبناء مع قدرات عظيمة دفاعية وعسكرية.
ولكن مع بدايات التوغل الاستعماري التركي ثم الإنجليزي تراجع دورها في الحياة العامة مع تراجع الحريات العامة وقيمة الإنسان في وطنه.. تراجع دورها في الصدارة رغم عظمته في التصدي ومواقفها المشهودة التي اختصرتها بعضهن إذ استحضرنها في اللحظة التاريخية.. لذا كتبت أسمائهن في التاريخ الوطني.. فكانت رابحة الكنانية ومهيرة بت عبود ومندي بت السلطان عجبنا، وكثيرات غيرهن، ومع تكون الحركة الوطنية الحديثة، تقدمت المرأة الصفوف وعياً وفعلاً نضالياً فكانت (عزة) تلك التي أصبح اسمها مرتبطاً بالوطن وبالفعل النضالي.. ومع حركة التعليم والتكون السياسي والفكري لأحزاب ظهرت المرأة في الحياة العامة وتقدمت لتستعيد دورها..
ليس تقليلاً من ذلك الدور ولكن يمكن اختصاره إذ يمكن حصرها رغم كبر العدد فنجد مثلاً زينب بت الناظر، فاطمة أحمد إبراهيم، حاجة كاشف وعدد كبير من الشامخات في بلادي..
وأما اﻻحتفال هذا العام فإنه مختلف بحيث أصبحت مشاركة المرأه السودانية هي علامة المرحلة وﻻ أبالغ إن قلت وهويتها.. إذ استعادت تقدمها ودورها وصدارتها والتقت بتاريخها وهي تتجه نحو بناء مستقبلها.
يحدث ذلك في ظرف ﻻبد أن يترافق فيه الوعي مع اﻻستعداد النضالي فكانت السودانية أيقونة الثورة وملهمتها ومتقدمة صفوفها.. وليس أنصع دليلاً على ما أقول وجود هذا العدد الكبير من المعتقلات في زنازين النظام، هذا العدد الذي يفوق عدد المعتقلات في كل تاريخ السودان. يحدث هذا التقدم مقارعة وصداماً مع نظام حاول قهر المرأة واخراجها من دائرة الفعل العام بل والحياة المدنية المعاصرة واﻻحتفاظ بها زينة وأنثى وتابع تحت شعارات كاذبة ألبسها ثوب اﻻسلام ولأكثر من 30 عاماً..
اﻻحتفال هذا العام هو احتفاءاً حقيقياً إذ ينطلق فيه الوعي الحقيقي لدور المرأة في الحياة العامة والمجتمعية خارج قدرة الحصر والتلخيص في أسماء، إذ أصبحت المشاركة عامة والفعل النضالي سمة المرأة؛ وهنا تأتي عظمة الاحتفال.. إذ أصبحت قضية المرأة وعياً وفعلاً قضية وطن يعيش أزمة شاملة، في كل المناحي.
المجد كل المجد للماجدات كنداكات ومهيرات الوطن في معتقلات النظام الآثم.. والعزة للمرأة وهي تخوض المعارك اليومية ﻻسقاط النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي التقدمي، وأمهات وأخوات الشهداء، والعهد بمواصلة المسير حتى تحقيق الأهداف التي من أجلها استشهدوا.

7 مارس 2019م

#موكب7مارس
#تسقط_بس