وداعًا ياسر عوض: رفيق الروح والوفاء الأبدي

إبراهيم حسين إبراهيم

هناك من يمر في حياتنا ليغيرنا إلى الأبد، فنظل نحملهم في داخلنا كأسرار ونمضي بهم، ونعرف في أعماقنا أنهم كانوا الأجمل والأكثر وجعًا. وعندما يتقدم الحزن على الكلمات، فهي تجفل وتتباعد، لذلك لا أجد كلمات مناسبة أعبر بها عن ما يجيش بالخاطر. فأقل ما يشهد به المنصف أنه كان محمود السيرة، نقي السريرة، عاش مثقفًا ملتزمًا بقضية شعبه، ومناضلًا حرًا متجردًا، راسخًا لم يزحزحه عن موقفه ترهيبٌ ولا ترغيب. كان سمح النفس، بسام العشيات، حليم العف، كان كالنسيم روحًا وسجايا، أريحي الوجه والكف، يختلف في ألفته، وينتقد بلا آنفة، ويعترض وهو مبتسم. كان غير جزافي في تفكيره، وغير هتافي في تعبيره، خلوقًا متواضعًا، رحمة الله عليه. نحن نكبر حين يمر عزيز في حياتنا ولا يلبث أن يسرقه الموت منا، ونكبر حين تشرق الشمس وتغيب دون أن نجد من نشاركه تفاصيل أوجاعنا. ولتكلأ قلوبنا بالصبر على ياسر عوض، وليتغمده الله برحمته الواسعة. وغفا غفوته الأخيرة هكذا أزاح ياسر عوض رهق الدنيا عن كتفيه. اللهم تقبل عندك عبدك ياسر عوض تقبلًا حسنًا، واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا. اللهم أكرم نزله، ووسع مدخله، ورطب مرقده، واجعل قبره روضة من رياض الجنة يا الله، واجعله من أهل اليمين، في سدر مخضوض وطلح منضود وظل ممدود، وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، آمين. اللهم إنك الشفيع الأعلى، بعد شفاعة من تأذن له الشفاعة لمن ارتضيت، فاشفع اللهم لأخي ياسر عوض بصفات جمالك يا غفار، وعند صفات جلالك يا قهار، فإنه لا مفزع منه إلا إليك، لا إله إلا أنت. اللهم اجعل البركة في ذريته وأبنائه محمد المصطفى ومكرم، اللهم احفظهم وحقق آمال ياسر فيهم يا الله. ﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، وادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ صدق الله العظيم. ولا حول ولاقوة إلا بالله. إنا لله وإنا إليه راجعون.

#ملف_الهدف_الثقافي #ياسر_عوض #إبراهيم_حسين_إبراهيم #رفيق_الروح_والوفاء #رثاء #مثقف_ملتزم #شخصية_فذة