بقلم/ ا. علي الدوش
هي حكمة تُقال عندما يتكرر مشهد ما بإعادة نفسه.
لقد مرّت ثورة ديسمبر بكل تداعياتها، التي علقت بالذاكرة، التي عبرت عنا جميعًا. وبما أنّ الثورة مثّلت مشهدًا مضطردًا في تعقيداته بين الشد والجذب نحو أهدافها ومراميها، فإن أسوأ ما ترسّخ من مساوئ في مسارات الثورة “كفعل ينشد التغيير” هو فضّ اعتصامها أمام بوابة القيادة العامة، تلك المجزرة، التي احتلت مقامها في سفر التاريخ السوداني، التي ستمر عليها الأجيال المتعاقبة على مدى الدهر.
ومما علق كذلك في الذاكرة؛ التفلتات الأمنية داخل مواكب الثورة من قبل الجهات والمكوّنات، التي لم تُرق لها مجريات الثورة، التي قامت باختراقات في هيكلها مثل التنظيمات المهنية والسياسية وملوك الاشتباك وغاضبون وحركة تمازج، وما أُطلق عليه مجازًا الطرف الثالث.
وقد استفادت السلطة المناوئة لتحركات الشباب في مواكبهم العارمة من هذا الوضع، إذ درجت سلطة الأمر الواقع آنذاك على استثمار هذا الخضمّ لمصلحة بقائها في سدة الحكم.
وما نعيشه اليوم، من تداعيات وضع أسس للسلام المرتقب بين أطراف النزاع الدائر، الذي جاء ويجيء على غير رغبة، الذين يريدون استمرار الح-رب لأجندة تخصهم، يُشابه ما حدث من تفلتات إبان الحراك الثوري ومواكبه المعبرة عنه. والدليل ما يدور في المناطق، التي وُصفت بالاستقرار الأمني نسبيًا (نهر النيل والشمالية).
فهل يحق لنا القول إن ما دار في كلٍ من منطقة دار مالي ومنطقة دنقلا هو نزرٌ من استمرار محاولة كسر طوق الاستقرار الأمني، بما يخدم مصلحة معسكر استمرار الح-رب؟
وبما أن السلام نافذة لإطلالة النور على الإنسانية، فإن الله يأبى إلا أن يتمّ نوره رحمةً بالعباد.
وستنتصر إرادة السلام، وتعمّ الطمأنينة والأمان كل من جزع من مضاعفات الح-رب، وهرب من جغرافيتها نحو جغرافيا يعيش فيها حياته الحرة الكريمة، وإن أبى ذلك أعداء الإنسانية والسلام.

Leave a Reply