الإحسان إلى النساء في القرآن والسنة

صحيفة الهدف

خنساء ضرار

إن من أعظم ما جاء به الإسلام تكريم المرأة، وصون كرامتها، والإحسان إليها قولاً وعملاً، وقد وضع القرآن الكريم والسنة النبوية منهجاً متكاملاً في التعامل معها يقوم على العدل والرحمة والمودة.

أولاً: التوجيه القرآني في معاملة النساء

أمر الله تعالى الرجال بمعاشرة النساء بالمعروف، فقال سبحانه:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

(النساء: 19)

أي ليكن التعامل بين الزوجين قائماً على الكلمة الطيبة، والخلق الجميل، والرفق والاحترام.

كما قال جل وعلا:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

(البقرة: 228)

فجعل الإسلام للمرأة حقوقاً تقابل واجباتها، وجعل المعيار في العلاقة الزوجية هو المعروف، أي ما جرى به العدل والإحسان.

ولم يغفل القرآن حتى عند الفراق، بل أمر أن يكون: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}$$

(البقرة: 229)

فالمؤمن لا يظلم ولا يسيء، حتى في لحظات الخلاف والانفصال.

وأجمل ما يعبر عن روح العلاقة الزوجية قول الله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}$$

(الروم: 21)

فالمودة والرحمة هما أساس السكن النفسي والطمأنينة في الحياة الزوجية.

ثانياً: التوجيه النبوي في الإحسان إلى النساء

جاءت السنة النبوية لتجسد هذه المعاني في سلوك عملي واضح. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“استوصوا بالنساء خيراً” (رواه البخاري ومسلم)

فهو توجيه دائم بالوصية بالنساء، تذكيراً بضرورة الصبر عليهن، ومعاشرتهن بالمعروف.

كما قال صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” (رواه الترمذي)

فالخير الحقيقي يُقاس بمدى الإحسان داخل البيت، لا في المظاهر العامة.

وقد أكد صلى الله عليه وسلم أن احترام المرأة مقياس لكرم الأخلاق، فقال:”ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم” (رواه ابن عساكر)

فالكرامة الحقيقية تُقاس بمدى الرفق بالضعيف، وحسن المعاملة مع القريب.

السلوك العملي للنبي (صلى الله عليه وسلم): كان صلى الله عليه وسلم أرفق الناس بأهله، يساعدهم في شؤون البيت، ويمزح معهم، ويُدخل السرور عليهم، كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الأذان خرج إلى الصلاة” (رواه البخاري).

ثالثاً: التطبيق العملي للإحسان إلى النساء

من هدي الإسلام أن تكون العلاقة الزوجية قائمة على:

  1. الكلمة الطيبة بدل القسوة والغلظة.
  2. الاحترام المتبادل بين الزوجين في القول والفعل.
  3. الرفق والرحمة في الخلاف، وعدم اللجوء إلى الإهانة أو العنف.
  4. المشاركة في الحياة اليومية ومساعدة الزوجة في شؤون البيت.
  5. النفقة والحقوق، والمسامحة عند التقصير.

خاتمة

لقد رفع الإسلام مكانة المرأة من التهميش إلى الشراكة والمساواة، ومن الضعف إلى الكرامة، وجعل الإحسان إليها عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله.

فمن أراد أن يعرف مدى إيمانه وحسن خلقه، فلينظر إلى كيف يعامل النساء في بيته ومجتمعه. قال النبي صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله” فذلك هو ميزان الرجولة الحقيقية والإيمان الصادق.

#ملف_المرأة_والمجتمع #الإحسان_في_الإسلام #تكريم_المرأة #خيركم_خيركم_لأهله

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.