هل تحقق “الرباعية” أحلام السودانيين في السلام؟

صحيفة الهدف

ندعم توجهات الآلية الرباعية، المكونة من أمريكا والسعودية والإمارات ومصر، والتي تعمل على وقف الحرب في السودان، وإيصال المساعدات وحماية المدنيين والبني التحتية، واعتماد الحلول السلمية والسلطة المدنية، عبر التفاوض المباشر بين طرفي الحرب، وبلا شروط، فقد حان الوقت لإنهاء معاناة السودانيين، التي امتدت لأكثر من عامين ونصف، قُتل فيها الآلاف وشُرد الملايين ما بين نازح ولاجئ، ويعيش السودان اليوم أكبر مأساة إنسانية، وفقًا لتقارير المنظمات الدولية، حيث يعاني معظم المواطنين من غيلاء الجوع وسوء التغذية، وتفشي الأمراض والأوبئة، وانعدام الخدمات الأساسية والأمن والغذاء والدواء، وغلاء الأسعار مع تدني أو انعدام مصادر الدخل، إضافة إلى الانتهاكات والتضييف على الحريات.

ورغم محاولات فلول النظام السابق عرقلة جهود وقف الحرب، بما فيها جهود الرباعية، فتارة يصدر مجلس السيادة بيانًا ينفي عبره مشاركة الجيش في أي مفاوضات، وتارة أخرى تحاول عناصر النظام السابق رشوة أمريكا بالذهب والموانئ، كما ورد في عدد من التقارير، (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق)، وذلك بهدف ترتيب الأوضاع لصالحهم؛ وتعطيل مسار إيقاف الحرب، وتحقيق انتصار زائف؛ رغم ذلك تستمر المباحثات غير المباشرة بين الطرفين، وأمريكا، بواشنطن، إضافة الى مباحثاتها مع وزير خارجية سلطة الأمر الواقع والوفد المرافق له، على ضوء خارطة طريق تم رسمها في البيان الختامي لاجتماع الآلية الرباعية، في سبتمبر الماضي.

واجب الساعة أن ندعم توجهات الرباعية، لوقف الحرب وإيصال المساعدات، وندعم انخراط طرفي الحرب في المباحثات الممهدة للتفاوض، والضغط الشعبي عليهما، لوقفها، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، وإيقاف نزيف الدم.
فقد أثبتت التجربة ما ظل دعاة السلام ينادون به منذ البداية؛ أن المفاوضات هي الطريق الوحيد لإيقاف الحرب، وحل النزاعات سلميًا، وأن البندقية لن تحسم أي صراع، رغم الدمار والخراب الذي أحدثته.
والذين يدعون لاستمرار الحرب، تحت أي مسمى، هم المستفيدون منها ومن استمرارها، لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم غير المشروعة، ولو علي جماجم السودانيين. هذه الحرب لا منتصر فيها، والخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوداني، وهو من تتحقق مصلحته بإيقاف الحرب اليوم قبل غداً.

نعم للسلام، لا ومليون لا للحرب ولاستمرارها.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.