“عليك الله روقي ساكت “

صحيفة الهدف

ذات صيفٍ من أزمنة تلك المدينة العتيقة التي تتحصن دوماً بقلاع بَرْدِها اللاسع وقد خالف صيفُها ذاك معتادَه، فأتى بشمسٍ تجرأت أنْ تَسْكُب حرارةً احتفى بها أهلوها فنزعوا ثيابهم منهم وتركوا أقلَ قليلها وانتثروا بمساحاتها الخضراء!!
أتَتْ هي من بعيد تكسو نظراتها غمامةُُ تمازج فيها كثيرُُ من حنينٍ لغائبٍ حاضرٍ بعنفوان الجسد وفوران الروح و….بعض توجسٍ مِن حاضرٍ غائبٍ، ممتلئاً بكل غموض المجهول، وخفقاته الخفية،
وتجلياته المُتَمَنِعة !!!
كانت تبدو مثل كُرَةٍ تتدحرج، وهي تنوء بحمولة جسدٍ تناسى الحدود،
وتجاهل المدى ليتكور في كتلةٍ تتلاحق وتعلو وتيرة أنفاسها المتسارعة وهي تنهب الخطى نهباً لتلحق شقيقها ” طارق” الذي وقعتْ عليه عيناها على غير توقع !!!!!
رمقها بنظرات لم تستتر فيها ظلال دهشة خجول، سرعان ما ذابت لتفسح مساحةً لحبٍ لم يخلو من شفقة
وشيءُُ من قلقُُ، وهو يسرع ليحمل منها بحنان “كيساً ثقيلاً ” كان بيديها، قائلاً :
“ياخي عليك الله روقي في بيتك
“و الله في “ادنبرة” دي كلها،
إنتِ الوحيدة الماشة في الشارع بشكلك ده ”
تَبَسَمَتْ في وجهه وهي تهمس لنفسها :
” كيف له أَنْ يفهم تعرجات روحي و تَقَلُبات قلبي !!
كيف له أن ينفذ إلى ثنايا نفسي !!
وإشارات جسدي المحتشد بأرتال هورموناتٍ صاخبة !!!!
كيف له أن يغوص في تضاريس وجداني !!!

….فبعضُُ مني على موعد داهِمٍ مع (الشهقة الأولى)

على موعد مع (صرخة البدء)

لتأتي (تلك ) التي أَعْشَق !

ولَكَم أحبها !”

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.