للأقراط..

صحيفة الهدف

أمل عمر
#ملف_الهدف_الثقافي

أولُ مرةٍ شهدتُ سقوطَ الثلج،
خالجني شعورٌ مهيبٌ جعلني أرتجف.
تلك النعومةُ،
ذلك النقاءُ،
الريشُ الأبيضُ،
والقدرةُ على إحداثِ الضجيجِ دونما صوت.

ذاتُ الشعورِ أحسسته معه،
الأشياءُ نقيةٌ وناعمة،
وتصرخُ دونما صوت.

ينبغي أن تُلغي القُبلةُ العالمَ كلَّه،
أن تقلبَ تاريخكَ رأسًا على عقب،
وإلا فهي طقسٌ عاديٌّ من طقوسِ الحُب.

الشفاهُ تُضيّقُ الخِناقَ على الشفاه،
تُشابكُ أعناقَها الطويلة،
تفتحُ البابَ على مصراعيه،
لتدخلَ الحريةُ.

قُبلتُه، قبلةُ البحرِ لمقدمةِ سفينة،
عنيفةٌ، لكنها لا تَجرحُ الماء،
تمرُّ كالعطشِ على الحلق،
تتركُ وراءها
أمواجًا تتذكّرُ اللحظةَ
عمرًا بأكمله.

هناك، البكاءُ والضحكُ
لهما ذاتُ المعنى.

بعدَ قُبلته، لن أتَعفَّن،
لن أُبالي إن نسيني العالمُ،
وداسَ على قبري
بالنعال والسيارات الكهربائية.

شحمةُ الأذن،
بقعةٌ صغيرةٌ لا أهميةَ لها في علمِ التشريح،
لكنها مكانٌ مثاليٌّ للهمس،
للقُبلاتِ، وللأقراطِ اللؤلؤية.


#ملف_الهدف_الثقافي
#أمل_عمر
#شعر_حديث
#كتابة_أنثوية
#قصيدة_الحب
#نصوص_سودانية
#جمال_اللغة
#للأقراط

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.