سحر المرأة وقدرتها على تغيير قناعات الرجل

صحيفة الهدف

زحل الكاشف

يُعدّ توفيق الحكيم واحدًا من أعمدة الأدب العربي الحديث، وأحد أبرز رواد المسرح العربي؛ ترك بصمته في الفكر والأدب برواياته ومسرحياته مثل عودة الروح وأهل الكهف. وقد اشتهر بمواقفه المتشددة فيما يتعلق بالمرأة والزواج، حتى لُقّب أحيانًا بـ «عدو المرأة»، إذ كان يرى في الزواج قيدًا يقيد حرية الفكر.

لكن الحياة ألزمت الحكيم درسًا لم يكن متوقعًا حينما وقع في حب جارته الشابة، المعروفة في الروايات الأدبية بـ «الآنسة سيادات». كانت الفتاة تتمتع بذكاء لافت وقدرة على الحوار والثقافة، فاستولت على ذهنه قبل قلبه. عندما عرض عليها “عدو المرأة” شروطه المفتعلة – منها إبقاء الزواج سرًا، ومنعهما من النزهات أو استقبال الضيوف، وتحديد المصروفات، والابتعاد عن التدخل في شؤون بعضهما – كانت المفاجأة أن الآنسة سيادات وافقت على كل شرط بصمتٍ واهتمام، ظنًّا منه أنها ستسقط في أول امتحان.

لكن ما قصده الحكيم كفخٍ طموح، تحوّل إلى معركة ناعمة خاضتها سيادات بعقل النساء؛ فواحدة تلو الأخرى، كان يتم التراجع عن الشروط – ليس بسلبٍ قسري، بل بهدوء، مستخدمة طيبة القلب وحسن التدبير. وهكذا وجد الحكيم نفسه متنازلًا عن كل ما كتب بيده، معتذرًا أمام قوة العاطفة التي لم يكن يعترف بها من قبل. بعد ذلك كتب في مقاله: «الحب وحده هو الذي يجعل الحياة أجمل»، ليعترف أخيرًا بانتصار المرأة على تحيّزات فكرية كان يظنها منيعة ضدها.

إن قصة الآنسة سيادات تُظهر أن المرأة بعقلها وصبرها وحسن تدبيرها قادرة على أن تغيّر مواقف الرجل، ليس بالإجبار، بل بالإقناع الهادئ. ليست الممانعة هي القوة، بل القدرة على احتواء الآخر وتوجيهه بلطف إلى رؤية أجمل.

#المرأة_والرجل
#سحر_الأنوثة
#توفيق_الحكيم
#ملف_المرأة_والمجتمع
#الآنسة_سيادات
#الحب_والعقل
#المرأة_السودانية
#صحيفة_الهدف

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.