المرأة والورد… حين تتجلى الأنوثة في لغة الطبيعة

صحيفة الهدف

 د. سلمى نايل

ما من شيء يشبه المرأة في هذا الكون كما يشبهها الورد… فكلاهما يُولد من رحم الجمال، ويُسقى بالعاطفة، ويعيش ليمنح الحياة لونًا ورائحةً ومعنى. وكما أن الوردة لا تزهر إلا في بيئة من الضوء والهواء والماء، فإن المرأة لا تتفتح إلا في مناخ من الحب والاحترام والاحتواء.

المرأة والورد لا يُفهمان بالعقل وحده، بل بالقلب؛ فكلاهما يقول الكثير بصمته. الوردة لا تتكلم، لكنها حين تتفتح تبعث في المكان رسالة رقيقة عن الجمال والرجاء. والمرأة حين تحب أو تعطي أو تصمت، تفعل ذلك بعمقٍ يتجاوز حدود اللغة.

ولأن الطبيعة تعرف هذا التشابه، سمت النساء بأسماء الورود، وكأنها أرادت أن تخلّد العلاقة بينهما في الأسماء كما في الأرواح:

  • جوري – مثل الورد الجوري، أنيقة في حضورها، رقيقة الملمس، لكنها تحمل في قلبها قوةً لا تُرى.
  • ياسمين – كزهر الياسمين، بيضاء الروح، تفوح عطرًا أينما حلت، ولا تحتاج للصراخ كي يلاحظها أحد.
  • نرجس – زهرة الاعتزاز والكبرياء الجميل، لا تنحني إلا لنورها، وتبقى شامخة حتى في العزلة.
  • ليلى أو زنبق – كزهرة الليليوم، نقية وصافية، قد تنحني للعواصف لكنها لا تنكسر.
  • روز أو وردة – رمز الحب والرقة، تمنح قلبها بلا تردد وتُزهر بالحنان.
  • خزامى – كاللافندر، تنثر السلام في كل مكان، تهدئ الأرواح بكلماتها وحضورها.
  • ريحانة – كزهرة الريحان، طيبة المذاق والرائحة، لا تبخل بعطرها حتى لمن آذاها.

كل وردة تحمل سرّها، وكل امرأة تخفي في أعماقها بستانًا من الأحاسيس. وكما أن الورد لا يُقاس بجماله الظاهر وحده، فإن جمال المرأة لا يُقاس بمظهرها فقط، بل بما تتركه في القلوب من أثر، وما تنثره في الأرواح من دفء.

المرأة والورد معًا يعلّماننا أن الرقة ليست ضعفًا، وأن العطر قد يكون أبلغ من الكلام، وأن الجمال الحقيقي ليس في الزينة العابرة، بل في الأثر الباقي… كما تبقى رائحة الوردة حتى بعد أن تذبل.

فيا أيها العالم، تمهَّل قليلًا أمام كل امرأة تمرّ في حياتك، فهي ليست مجرد عابرة سبيل… إنها وردةٌ تنبض بالحياة، تنثر عطرها في صمت، وتُزهر حتى في أصعب الفصول.

#المرأة_والورد
#الأنوثة_في_لغة_الطبيعة
#ملف_المرأة_والمجتمع
#سلمى_نايل
#المرأة_السودانية
#الجمال_الروحي
#الورد_والأنوثة
#صحيفة_الهدف

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.