لماذا حصاد الحراك النخبوي والشعبي محدودا”


لماذا. حصاد الحراك النخبوي والشعبي محدود

بقلم : البخيت النعيم

توطئة
طرح الدكتور عبدالكريم جبريل القوني سؤالا كبيرا وموضوعيا لماذا حراكنا النخبوي والشعبي كان اثره محدودا لا يصل لاهدافه ؟؟؟؟
. ولماذا مبادراتنا تكون في حالة مد وجزر ؟؟؟؟؟والي متي نكون بين الترقب والانتظار للمجهول ؟؟؟؟ ولماذا واقعنا في غرب كردفان ظل كسيحا؟؟؟

هذه الاسئلة الموضوعية خرجت من رحم المعاناة التي يعيشها واقعنا وتراكمت لمدة ثلاث عقود حتي وصلت الازمة الشاملة سياسيا واقتصاديا وامنيا وثقافيا واجتماعيا واخلاقيا.
واقول هنالك ظروف ذاتية وموضوعية مرتبطة بواقع الاهل والمنطقة والوطن، فالعلاقة جدلية .
*حيث تم استهداف انسان المنطقة خلال المرحلة الماضية حيث شهدت المنطقة متغيرات كبيرة ديموغرافية وادارية وسياسية وامنية واقتصادية اثرت سلبا علي الانسان والحيوان والبيئة والموروث الثقافي حيث كان النسيج الاجتماعي مستقرا ظهور الحروب المصنوعة من دوائر داخلية وخارجية ساهمت في خلخلت النسيج الاجتماعي بل اثرت علي النخب والمتعلمين للاسف الشديد.
*جمود الحراك السياسي من خلال الاقصاء المتعمد من الحزب الحاكم ضد القوي السياسية والمدنية بل تم تقييد الحريات العامة وظلت المنطقة في حالة طوارئ تحت ساترها تم اعتقال اغتيال الكثير ، مما ساهم في تمرير المؤامرات والفتن المصنوعة.
*عدم التزام شركات البترول بمعايير السلامة الدولية وعدم معرفتنا بالعقودات ولم تتم دراسة مسبقة لواقع المنطقة الاجتماعي والاقتصادي المتعلق بالموارد الطبيعية والغابات. للاسف البترول كان حلما كنا نعتقد انه سيخلق من المنطقة فردوسا في الارض ولكن للاسف لم يحدث اي تغيير خدمي او تنموي بل جعل منها منطقة تلوث بيئي طاردة .
* ضعف العمل المدني ومنظمات المجتمع المدني حيث من الملاحظ ان اغلب المنظمات مرتبطة بالسلطة او جهات اجنبية .
*انهيار وضعف الخدمات الاساسية وانعدام المشروعات التنموية
*تم استهداف الادارة الاهلية في الجزء الجنوبي من الولاية منذ عام ١٩٩٣ وتقسيمها لعشرات الامارات ومئات العموديات تم ذلك بالتعيين حتي فقدت دورها الطبيعي والاهلي واصبحت احد ادوات السلطان الامنية والانتخابية ولازالت في حالة عزلة شعبية وملهاة ولم تكتمل هيكلتها بعد ؟؟؟ ونلاحظ كل والي يمارس التجريب دون وعي اداري او تاريخي.
*مخاطر انفصال جنوب السودان على المنطقة فهي منطقة حدودية لها ارتباط اقتصادي بالجنوب من خلال ثرواتها الحيوانية الكبيرة والتي يعتمد عليها الصادر الوطني فقد فقدت المراعي والمياه وترك مستقبلها مجهولا .
*استشراء الفساد المالي والاداري بشكل غير مسبوق تاريخيا فساد الخدمة المدنية والسدود واصول الطرق والعطاءات والانتخابات والاراضي وغيرها
*خطورة القطع الجائر المنظم للموارد الطبيعية والغابات فكان اثره خطيرا علي الغطاء النباتي
*انهيار الخدمة المدنية
*تداعيات تسريح عشرات الالاف من شباب الدفاع الشعبي وترك مستقبلهم مجهولا؟؟؟
*خطورة ازمة الزعامات التقليدية الزائفة والراسمالية الطفيلية علي المنطقة حيث اصبحو ادوات صيد للمركز والولاية .
*لازالت تواجه المنطقة تحديات ازمة ابيي من خلال بروتكولها المفخخ وفشل اشرافية ابيي في الوصول لحلول ؟؟؟
*ولازالت تحديات قضية لقاوة الكبري التي صنعتها اتفاقية سويسرا ٢٠٠٢ قائمة ؟؟؟
*النظام المركزي في الخرطوم غير مهتم بقضايا المنطقة وتحدياتها ولم يقدم اي مشروعات خدمية او تنموية بل فشلت وزارة المالية الاتحادية في صرف مرتبات ٣٣٠موظف عينتهم وزارة العمل واشرافية ابيي قبل ٧شهور ،

هذه الاخطاء الممنهجة وصلت المنطقة لازمة شاملة علينا استصحابها

محاولات الحراك الشعبي النخبوي من اجل مواجهة هذه التحديات
اولا المنبر الحر جاءت ولادته كضرورة تاريخية ملحة من اجل مواجهة تحديات المنطقة حيث بزل الاخوة والاخوات جهدا كبيرا في المدن والقري والفرقان والعاصمة ودول المهجرحتي اقام مؤتمره التاسيسي في مدينة المجلد ٢٠٠٦ وكان حقا عملا شعبيا ونخبويا كبيرا ولكن بكل اسف تصدت له السلطة المركزية ودوائرها الامنية والسياسية والزعامات التقليدية الزائفة بل افتعل النظام زيارة لرئيس الجمهورية واقاموا اجساما كرتونية شبابية موازية لعمل المنبر وجرت محاولات كثيرة لاختراق المكتب التنفيذي ومجلس الشوري بل تم استدعاء امنيا بعض عناصره في الخرطوم بغرض الترغيب والترهيب
ثانيا. قامت عدد من. الانتفاضات والاعتصامات الشعبية ابرزها اعتصام بابنوسة والذي استمر شهراللاسف تم اختراقه بواسطة الوالي احمد هارون
كما قام اعتصام لقاوة المشهور والذي استمر ثلاث شهور تحت شعار لا حزبية ولا قبلية لقاوة هي القضية. حقق بعض النجاحات ولكن للاسف تم اختراقه بواسطة الوالي احمد خميس والمركز
وايضا تمت اعتصامات ورفع مزكرات في الفوله والمجلد وايضا لم تصل اهدافها
ثالثا تمت ورشة التلوث البيئ الناجم عن صناعة البترول في الخرطوم في يناير ٢٠١٦ وكان جهدا علميا ونخبويا وشعبيا قدمت في الورشة عدد من الاوراق العلمية خرجت بتوصيات ورفعت مزكرة لكل الجهات الرسمية والتنفيذية والتشريعية كان صدي الورشة كبيرا علي مستوي الولاية والوطن والمنظمات الدولية. الحقوقية ولعب الاعلام المرئي والمسموع والمقروء والاعلام البديل الالكتروني دورا كبيرا بالتبشير بمخرجات الورشة
ولكن للاسف ممثلي المنطقة في المؤسسات التنفيذية والتشريعية لعبت دورا في التخزيل واجهاض العمل ولم يوفوا بالتزاماتهم. ومطالبنا التي تتعلق بمساءلة ومحاسبة الشركات التي لم تتقيد بمعايير السلامة الدولية ووقف حالة التلوث وتشكيل فريق فني مختص من الخبراء لوقف التدهور البيئ وظلينا نؤكد ان تحقيق التوازن البيئ مرتبط بتنفيذ شبكة شاملة وموحدة لمشروعات التنمية المستدامة المرتكزة علي الاهداف الايكولوجية والاقتصادية والاجتماعية
رابعا تم تكوين عدد من منظمات المجتمع المدني لعبت دورا جزئيا
منها منظمة تنمية السلام والفزع والتي كانت جهدا نخبويا بغرض المساهمة في قضايا الخدمات والمشروعات حيث اجرت مقر لها في الخرطوم وقامت بعدد من الفعاليات والورش ودعم الكتاب المدرسي وقضايا التعايش السلمي واسست نواة للجان في الفوله والمجلد وبابنوسه ولنا وجود في لقاوة ولكن للاسف لان المنظمة غير ربحية ضعف عملها لعدم وجود عوامل مساعدة ورغم ذلك سوف تواصل نشاطها لانها حتي الان هي المنظمة الشرعية المنتخبة وهي تمثل كل حزام المنطقة. وهي غير قبلية
ومعروف منظمة الفزع واجهت حملة تشويه من بعض العناصر المشبوهة والمضادة للنهوض بالمنطقة
خامسا
تحركنا من اجل اصدار مجلة الفزع الثقافية والبيئية واوفينا كل مطلوبات مجلس الصحافة والمطبوعات للاسف لم يتم التصديق للمجلة لاسباب غير معلومة

سؤال لماذا هذه المبادرات لم تحقق اهدافها
١/ استهداف السلطة هذه المبادرات والوقوف ضد اي مشروع مطلبي او نهضوي او اي عمل يشيع الوعي الجمعي حول الحقوق .
٢/ ضعف الوعي بالعمل الطوعي .
٣/ عدم وضوح اهداف المبادرات ومشاريعهاالمرحلية والاستراتيجية .
٤/ ضعف استعداد الناس للتضحيات الكبيرة مثل الاعتقال او فقدان الوظيفة .
٥/ التزام منسوبي الحزب الحاكم بتوجيهات حزبهم كاولوية :قبل الالتزام بحقوق الديار والاهالي .
٦/ قلة العوامل المساعدة لأي مشروع غير ربحي منظمة أو جمعية خيرية اضافة لضعف الالتزام بالاشتراكات والتبرعات .
٧/ قصر نفسنا في العمل الوطني الطوعي والاستعجال على النتائج .
٨/ ضعف بعض ابناءنا واخواننا امام حالات الترغيب والترهيب .
٩/ ضعف اتحاداتنا وروابطنا التقليدية حيث لازال يهيمن عليها العقل القبلي والبدوي وعدم تقيدها بالنظم الحديثة للعمل المدني .
١٠/ العقل البدوي والرعوي لازال مخيما على تفكيرنا الجمعي .
١١/ عدم الاهتمام بالعمل الثقافي والمهرجانات الثقافية لعكس موروثنا الثقافي .
١٢/ عدم الاهتمام بالعمل الاعلامي .
١٣/ ضعف الوازع الديني والارشادي .
١٤/ اغتراب وهجرة العقول والكوادر النوعية من ابناء وبنات المنطقة كان خصما على تطورها .
١٥/ ضعف اشراك اصحاب المصلحة الحقيقيون في الارض وفي اي حراك مطلبي لذلك علينا الرهان على الحراك الشعبي والطلابي والشبابي والمرأة.
١٦/ إنكفاء كثير من النخب على ذاتهم وبعدهم عن قضايا المنطقة .
١٧/ عدم توظيف ثروات الاهل الحيوانية والزراعية لمصلحتهم .

الخلاصة
هذه السلبيات هي التي كانت سببا مباشرا في حالة المد والجزر والواقع الكسيح الذي ظل يحاصرنا منذ عقود كل هذه العناوين السالبة تحتاج لدراسة عميقة من اجل البحث عن مخرج جزري شامل وتاريخي
اقول في خلاصة ملاحظاتي لا يمكن حل قضايانا جزريا الا بحل الازمة الوطنية الشاملة ولكننا مرحليا سوف نتلمس طريق الخلاص المناطقي وألوطني عبر الوسائل المشروعة والممكنة لاحداث التغيير التدريجي والنوعي