
#ملف_الهدف_الثقافي
في زمن تتراجع فيه الموازين وتختلط فيه الأصوات، ينهض الصحفي والكاتب عبد الله رزق “أبو سيمازة”، كضوء في آخر النفق، ليذكّرنا بأن الكتابة فعل وعي ومسؤولية، وأن الكلمة المكتوبة بضمير تتحول إلى مصير يتجاوز صاحبها. لم يكن صحفيًا فحسب، بل ضميرًا حيًا للمهنة وذاكرة ثقافية تحفظ شرف الكلمة.
كتب رزق تحت لهيب القهر، ليس للتجميل أو التنفيس، بل كسيف معرفي يفتح للناس نافذة على النور، مؤمنًا بأن الصِّحافة مسؤولية أخلاقية ومنبرًا للحق العام. جمع بين دِقَّة الصحفي وعمق الفيلسوف ورهافة الأديب وحكمة المربّي، فكانت مقالاته مرآة للوعي الوطني والعربي، وقراءته للتاريخ من بداياته أعطت أعماله بعدًا معرفيًا ونقديًا فريدًا.
اليوم، مع إصدار كتابه الأول “مغرب الصحافة السودانية التقليدية”، لا يقدّم مجرد تجميع مقالات، بل يفتح زمنًا جديدًا للصحافة السودانية، مؤرخًا لضمير حيّ وثاقب، وموثقًا لحظة التحوّل من الصحافة الورقية إلى الإعلام الرقمي، ومقاومًا لتراجع الصحافة عن رسالتها.
عبد الله رزق ليس اسمًا في سجل الإعلاميين، بل ذاكرة وطنية، جعل من الكلمة سلاحًا في وجه السلطة، ومن المقال منبرًا للحقيقة، ومن الفكر جسرًا بين الأجيال. في أدبه وصحافته، ظل مرتبطًا بالناس، وجعل من قصصه مرآة لأحلام المهمّشين، ومن كلماته منارة تذكر بأن الحرية لا تُكتب بالحبر، بل بالعزيمة. هو الكاتب الذي جعل من الكتابة حياة، ومن الصمت موقفًا، وحقق أن تكون الكلمة وسيلة لبناء وطنٍ واعٍ، وصحافةٍ نزيهة، ووعيٍ خالدٍ يمتد من الحاضر إلى المستقبل.
ويبقى عبد الله رزق مثالًا للمثقف العضوي، الذي يمشي بين الناس لا فوقهم، ويؤمن بأن الكلمة الحقيقية تنبثق من الوجدان قبل أن تنبثق من القلم.
#عبدالله_رزق #لنا_كلمة #الصحافة_السودانية #الكلمة_قدر #وعي_خالد
Leave a Reply