
✍🏽 خالد ضياء الدين
سنوات وأنا بتابع، بعين الإعجاب والتقدير القاعدين يقوموا به خريجي الجامعات والمعاهد العراقية من مبادرات إنسانية وأعمال خيرية. تكافلهم غير محدود بي زمان أو مكان؛ يمدوا يد العون للقريب والبعيد، في صمت، لكن أثرهم اعلى من كل ضجيج.
شفتهم واقفين خلف المريض، يجهزوا العريس، يطعموا الصائم، ويساعدوا الضاقت به السبل. ويكفي أنو واحد منهم يكتب على أحد المنصات “فلان مريض” أو “فلان يمر بظرف قاسٍ”، حتى تشوفهم زي السيل المنهمر، كأنهم مطر خريف بيروي الأرضً العطشانة.
زميلاتهم والقريبين منهم بيحكوا عنهم أجمل القصص، عن أياديهم البيضاء الما بتعرف تكون ورانية.
ديل هم أهل المروءة البينطبق عليهم قول الشاعر:
(ما خاب الميقن وراجي رحمة ربو)
رجال ونساء فتحوا بيوتهم وقلوبهم، يقدمون المساعدات لأهلهم وزملائهم وأصدقائهم القدامى، في زمنٍ أصبح فيه العطاء نادر الوجود.
أنا متاكد من بينهم من يقـ.ـطع من لحمه الحي، ومن يخرج الخير من مخ عظامه، فقط عشان يكمل حق عملية لمريض أو يوفر دواء لمحتاج.
ديل بختموا القرآن بنية الشفاء لمريض.
ناس عملهم في صمت، لا تعلم يسارهم ما أعطت يمينهم، ولو شاورتهم وقلت ليهم عايز اكتب عنكم ح يرفضوا لأنهم زي سراي الليل دراويش محبة وأهل عطاء في الخفاء. ديل أقاموا “تكايا” دون لافتات أو مَنْ، كم بفضل الله شبعوا جائع، وأعادوا البسمة لطفل منسي في خيمة أو تحت ضل راكوبة.
هم رجال لا يشبهون سوى أنفسهم.
أحييهم بما قاله الشاعر ود بادي (رجالا حصدوا الحبة
عيشهم هادو أنكال واتعب
ومنو كتير في الواطا انكب
وباقي مصوبّر واقف قبة
الرزق الجانا مدلى
الحلق الجاف اتبله
بالحيل آ جني، إيه والله)
ديل خريجي العراق الما نسوا زمالة الدراسة، بل جعلوا منها جسر ممتد بين القلوب. فرقتهم المسافات، لكن وحدتهم المحبة، وسمو النفس، ورغبتهم في الخير.
لو عمت تجربتهم باقي فئات الشعب، ما باتت حرة جائعة، ولا أفطر صائم على تمرة، ولا اتقلب مريض يتلوى لأنه ما لاقي حق العلاج.
ديل نموذج في زمن قلّت فيه النماذج، وضيعت فيه الملامح الحقيقية للكرم والتكافل.
أقف أمامهم بكل احترام، وأقول لهم:
فوقكم بـنم واجر القول ودا
أقل ما يقال في حقكم واعذروني لتقصيري لأنه عجزت عندي الكلمات، لأنكم تستحقون الكثير.
في أمان الله يا وجوه الخير، وربنا لا يقـ.ـطع ليكم عادة. تبقوا طيبين، سالمين تامين لنتعلم منكم ونحكي عنكم، عسى أن يصبح في بلدنا عشرات آلاف مثلكم.
Leave a Reply