
الأستاذ شمس الدين أحمد صالح
فى عام 1963م سقطت طائرة نيجيرية كانت تقل حجاج بيت الله الحرام فوق جبال مرة جنوب أعلى القمة، وبالقرب من منطقة تربا التى حدثت فيها إنزلاق أرضى عام 2018م والتى راح ضحيتها نصف سكان القرية.
الطائرة المنكوبة لم يعرف عنها شيء لمدة شهر كامل لعدم وجود وسائل الإتصال ووعورة المنطقة والتى اشبه بالمناطق القطبية فى العالم، بعد شهر من سقوطها تواردت الأنباء إلى الفاشر عاصمة مديرية دارفور، وقتها عندما كان السودان مقسم إداريا إلى 9 مديريات.
وصلت تلك المعلومات بواسطة القوافل التجارية التى كانت تتكون من الجمال والحمير والبغال، والتى كانت تنقل خيرات الجبال إلى الفاشر (البصل والخضروات والفاكهة.
وبعد ذلك وصل الخبر إلى الخرطوم، وتحرك الرئيس إبراهيم عبود بنفسه صوب جبال مرة بسيارة لاندروفر الإنجليزيّة إلى الفاشر وصحب معه محافظ المديرية حتى وصلوا إلى منطقة جاوا، عند الشرتاى إبراهيم بارا، رئيس إدارية حكورة ديرة، وجمعوا المعلومات عن الطائرة التى تحطمت فوق الجبال، وراح كل ركابها ضحية وتحركوا مع الشرتاى إلى منطقة سونى التى تقع غرب “جوا” وجنوب غرب قليلا من “دربات”، عاصمة محلية شرق الجبل الحالية، ولم يتمكنوا من الوصول إلى الموقع لوعورة المنطقة، و”السوني” كانت المنطقة الأخيرة الممكن تصل فيها سيارة لاندوفر. بعد ذلك أرسل وفد على ظهور الدواب إلى مكان الحادث للتصوير، ورفع تقرير عن الحادث وإبلاغ دولة نيجيريا عنها، وعاد الوفد بعد يومين وظل الرئيس عبود ضيفا على أهل “سونى” وسط الحفاوة والكرم التى يتميز بها إنسان جبال مرة بالفطرة، وأصدر الرئيس عبود ثلاثة قرارات وهو فى “سونى” الاول بناء استراحتين بالمنطقة وتزويدها بكل مقومات الفندقة الحديثة، إنشاء محطة توليد كهرومائى بشلال “سونى”، وعمل محطة للإتصالات السلكية واللاسلكيّة فى أعلى قمة الجبل بمنطقة “اوه فكو” وبيوت للموظفين وعمال السلكية واللاسلكيّة والكهرباء و وتخصيص أراضي لإنشاء بساتين عامة تابعة لوزارة الزراعة لإنتاج الفاكهة بأنواعها المختلفة. وفتح طريقين واحدة من “سونى” إلى نيالا عن طريق “نمهنك فلل” وآخر إلى الفاشر المختلفة.
نواصل
Leave a Reply