
أ. علي الدوش
كما يرددها أهل البادية بلهجاتهم المتعارفة؛
(البِل والبلا متباريات)
وكلمة البِل (بكسر الباء) تعني الإبل. وكما هو معروف أنّ الإبل هي رأس المال النقدي والإستراتيجي لسكان البوادي، وهي غالبًا ما تتعرض لعمليات النهب والسلب من أجل قيمتها أو لإظهار الفروسية عند مجتمع الهمباتة، لذلك طفح مفهوم أن كثرة الإبل تجلب المخاطر، بما يستحق التحفز في القيام على أمر حمايتها.
ومما لا شك فيه أنّ الإبل هي ثروة قومية لها بعدها الاقتصادي والتنموي، فهي جزء من مقدرات السودان في رقعته الجغرافية التي حباها الله بمناخات متعددة تنتج محاصيل متعددة فى أزمنة متفاوتة.
وأرض خصبة منبطحة بطبيعتها وتحفها عدد من مجاري المياه بما فيها النيل الخالد، علاوة على الموارد الاستراتيجية تحت سطح الأرض.
وكل هذه الموارد تعتبر جالبة للاستهداف الطامع فيها بما يحقق حكمة أهل البادية بتعبيرهم عن الأموال بالإبل جالبة البلاء،
وبما أنّ الحروب هي نوع من الابتلاءات، فهي في العصر الحديث قد تطورت في مساقاتها من الحروب الكلاسيكية إلى الحروب الحديثة كالحروب الالكترونية أو الرقمية المستخدمة للأجهزة الذكية إلكترونيًا، وحرب المياه لا تقل عنها في جدواها تأثيرًا في المجتمعات، بل قد تحدث الفجوة التي قد لا تحققها الحرب الالكترونية التي تعتمد نسبة الخطأ في الحسابات الفيزيائية بنسبة معتبرة.
أما حرب المياه وما تقوم به من إزاحة اجتماعية للسكان أو بتغييب البنية التحتية لتصبح الأرض فارغة تمامًا على عروشها لتستفيد منها القوة المستهدفة دون مقاومة من نزاعات أو مقاومة مالكيها.
وما نعيشه الآن من فيضان للنيل في زمن انحساره التقليدي المألوف قد يكون هذا الفيضان المصنوع يحمل إشارة اللبيب
والمقصود منه قرصة في أذن المجتمع السوداني لينتبه لما يمكن أن يكون.
فالفيضان المصنوع تم في أواخر موسم الفيضان ليكمل الرسالة على وجهها الأكمل دون الخسائر المؤذية، فماذا لو تمت صناعة هذا الفيضان والنيل في أوج فيضانه؟
وقد تكون هذه الرؤية بمثابة لفت نظر إلى القيام بتأسيس قنوات تصريفية سابقة للسدود لتخفيف الضغط عليها تساهم في ري الأراضي التي يمكن ريها لتساهم في إنعاش الاقتصاد السوداني بذات القدر الذي تدرأ فيه المخاطر المحدقة بالسودان من قيام السد الإثيوبي.
Leave a Reply