
لا تزال كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش تتردد في المنابر الدولية، فتنتقل من صفحات الكتب إلى ألسنة القادة والمشاهير، لتذكّر العالم بقوة الشعر وقدرته على صوغ التاريخ والهوية، وفي قلبها القضية الفلسطينية التي لم تتوقف عن استنهاض الوعي الإنساني والسياسي.
آخر هذه اللحظات، كان عندما اقتبس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقطعًا من قصيدته الشهيرة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” خلال مؤتمر “حل الدولتين” في الأمم المتحدة، في وقت تتزامن فيه باريس مع إعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية. ووصف ماكرون الفلسطينيين بأنهم “الشعب الذي لا يقول وداعًا لأي شيء، كما قال محمود درويش، شعب قوي بتاريخه وجذوره وكرامته”. هذه الكلمات أعادت إحياء صوت الشعب الفلسطيني على الساحة الدولية، مؤكدة على حقه في الحرية والاعتراف والسيادة.
ولم يكن ماكرون الوحيد الذي أعاد صوت درويش إلى الساحات الكبرى؛ فقد سبقته أصوات أخرى من عالم الفن والثقافة، أبرزها بنديكت كومبرباتش، الذي ألقى النص الكامل للقصيدة في احتفالية لدعم فلسطين بقاعة “أوفو أرينا ويمبلي” في لندن، وسط حضور نخبة من المثقفين والفنانين والنشطاء، وتفاعل واسع من الجمهور.
قصيدة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، التي صاغها درويش بلغة مشحونة بالوجدان، لم تكن مجرد نص وطني، بل خطاب إنساني شامل، يتأمل تفاصيل الحياة ويستحضر صورًا شعرية آسرة، بعيدًا عن المباشرة والخطابية، لتصبح كلماته جسرًا يربط بين التاريخ واللحظة الراهنة، بين السياسة والشعر، وبين الوطن والإنسانية جمعاء، في رسالة واضحة عن حق الفلسطينيين في أرضهم وكرامتهم
Leave a Reply