تابعتم زيارة رأس النظام الخاطفة لعاصمة ولاية جنوب كردفان (كادقلى) يوم الإثنين الماضى، و محاولة تضخيم ذلك إعلاميا على طريقة، حشد الساحة الخضراء بالخرطوم، ما يوحى بترحيب مواطنى المنطقة، بمن ظل يقمعهم و يشردهم و يقتلهم لثلاثين عاما بلا أدنى رحمة. و لتوضيح حقيقة ما جرى لا بد من تأشير التالى:
أولا: الولاية هى منطقة عمليات عسكرية تحكمها قوانين الطوارئ السيئة، طيلة سنين الإنقاذ العجاف، و تمارس فيها كل صنوف الإنتهاكات و التجاوزات و القهر و الفوضى المغطاة بالتعتيم الإعلامى و التضليل. ومواطنو الولاية إما نازحون أو مهجرون أو مقهورون بسيف الطوارئ و تهم الطابور الخامس الجاهزة، أو في مناطق خارج سيطرة النظام.
ثانيا: مدن الولاية بلا إستثناء هى ثكنات لعشرات الآلاف من مختلف التكوينات العسكرية نظامية و غير نظامية، خاصة عاصمتها كادقلى. و هذا وحده يفسر العدد الذى تم حشده مضافا إليه بعض المجموعات المجلوبة من خارج المدينة في حركة متواصلة لثلاثة أيام قبل الزيارة الثقيلة هذه. فما تم عكسه إعلاميا لا علاقة بمدينة كادقلى و أهلها الذين كانت مقاطعتهم للزيارة واضحة للعيان.
ثالثا: لم يكن للسفاح ما يقدمه لإنسان جنوب كردفان، سوى خطابه الأجوف و رقصة الموت على مآسى الشعب. وقد خلا خطابه من عنترياته المعهودة على شاكلة صلاة الجمعة الجاية فى كاوده، و جبل.. جبل و كركور.. كركور. بل راح يسوق للناس ما بدده حكمه البائس من سلام تاريخى و دمره من مشروعات تنمية راسخة بعد أن وصل قطار ثورة كل السودانيين محطة تسقط بس التى لا رجعة بعدها.
إن إنسان جنوب كردفان قد عانى من ظلم و عسف و فساد هذا النظام، ما لا يمكن أن يتصوره عقل، و هم الأكثر حرصا و مصلحة فى زوال النظام قبل كل أهل السودان. وما حدث خلال هذه الزيارة الشؤوم لا يتعدى كونه محاولة يائسة و مفضوحة لتزييف إرادة أهل جنوب كردفان الأحرار، كدأب نظام المتأسلمين المنافق أينما حل.
التحية لشهداء إنتفاضة ديسمبر/يناير الجسورة.. والنصر حليف الشعب.