بسم الله الرحمن الرحيم

(..الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل* فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم* انما ذلكم الشيطان يخوف اولياؤه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين)
صدق الله العظيم

بينما أطلق السفاح البشير يد ملشياته يوم الثلاثاء 25 ديسمبر، والتي استقبلتها جموع الشباب والشابات بثبات وجسارة فائقة، لتواصل مليشياته سفك الدماء، التي ما انقطعت عن إراقتها يوماً طوال عقود نظامه الثلاث العجاف، لاذ المجرم بالجزيرة هرباً يهذي متوعداً أهل السودان بالويل والثبور، وبألفاظ يعف اللسان الطاهر عن ذكرها، وتمضي ذات العصابات لتكمل حملة الثلاثاء باعتقال عدد من قادة قوى الإجماع مساء أمس الخميس (الذين أقر اجتماعهم التاريخي تصعيد الانتفاضة حتى سقوط النظام)، ظناً من الطاغوت ( خاب فأله) أن إجراءاته تلك، ستقطع حبل الوصل السري بين طلائع الجماهير وقواعدها، (خسئوا )، فلقد جاءه الرد صاعقاً من الجماهير الوفية وهي تخرج من صلاة (جمعة الشهداء ) في مدن السودان المختلفة، وقد عبقت فضاءها بأهازيج الثورة، والدعوة لمواصلة الانتفاضة، ولتلقي بثقلها دعماً لإضرابات الأطباء والصحفيين ومن قبلهم المعلمين، مبشرة في طلعاتها الجريئة، بقرب ساعة الخلاص.. وإذ ننحني إجلالاً لأرواح شهداء الوطن، معزين لشعبنا وأسرهم، فإننا كذلك نحيي المصابين والمعتقلين، وفي مقدمتهم الأستاذ السنهوري، ورفاقه من قيادات البعث وقوى الإجماع، والمهنيين وغيرهم، واولئك الذين أصدرت محاكم قضاة السلطان أحكاماً جائرة بحقهم شابهت محاكمات القرون الوسطى ظلماً وجوراً، وندعو لجان تيار الانتفاضة لتغطية مدن السودان بتظاهراتها وفق تخطيط قياداتها الميدانية، كما ندعو تنظيمات المهنيين والعمال والحرفيين للالتحاق بقطار الإضراب الذي انطلق من لجان المعلمين ونقابة الأطباء ولجنتهم والصحفيين، وبما تنادت به لجان تيار الانتفاضة في اجتماعها بتاريخ السبت الماضي، لنحكم الخناق حول عنق النظام، تمهيداً لاجتثاثه من جذوره، وقطع الطريق أمام البدائل الزائفة الشائهة المولودة من رحم النظام، وأن تكف القوى الإقليمية والدولية يدها عن التدخل في الشأن الداخلي، فشعبنا بإرادته وسواعد بنيه، قادر على خلع النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي التقدمي، كنظام يسع ابناء السودان جميعاً عدلاً وسلاماً وتقدماً.

عثمان ابوراس
نائب أمين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي

جمعة الشهداء
28.12.2018