الاهتمام بالمواطن أولا

دروب الحقيقة

احمد مختارالبيت

———————————–

الاهتمام بالمواطن أولا

والي جنوب كردفان الجنرال مفضل ووزائه ومعتمديه ومسؤولي الجبايات الضرائب الباهظة والرسوم التي أثقلت كاهل المواطن لاهم لهم ألا الحديث عن تعظيم الايرادات وتجهيز العربات ومدح موظفي الجبايات وضرورة احكام السيطرة على اموال المحليات.ولم يفتح الله عليهم بكلمة عن المواطن وهمومه ومأساته ونقص خدماته في التعليم والصحة والكهرباء والمياه وكأن حكومة جنوب كردفان ومعتمديها وموظفيها زرعوا مع مواطن المنطقة أوتحملوا معه مكابدة الزراعة في الامطار والاوحال والباعوض والجوع والقوارص،ان صورة المزارعين في اطراف الشارع وهم يحملون ادوات الحش وبعض الاواني في تاندك وتروبة وقرى الجبل ورشاد والعباسية  وطوطاح وام فكارين لن تغادر ذاكرة كل من عبر بالشارع ..فلماذا تصر سلطة جنوب كردفان على ترسيخ نفسها مع ظروف الحرب انها سلطة اقرب للاستعمار،ولا تتذكر المواطن الا كمصدر للايرادات لخزينتها ولا يعرف احد اين تصرف تلك الاموال التي تجبى من البسطاء والمساكين والكادحين،الطيبين.وهى لا تظهر ألا في القطط السمان من كتبة التحصيل وموظفي الايرادات والمالية والوقود،ماهي الجهة التي تراقب حملة الجبايات السنوية التي تشبه عمليات جمع مال الهواء والدقنية في حقبة الاستعمار البريطاني للسودان وخاصة في المنطقة،فقد ظل قانون الدقنية ساري في جبال النوبة حتى بعد استقلال وخروج الانجليز،وظل القانون وصمة عار في جبين الحكومات التي تولت ذمام ومقاليد السلطة بعد ذلك،واليوم كل والي يأتي جنوب كردفان يصدر من المنشورات واللوائح في ظل حالة الطواريء ما يمكنه من وضع يده على أغلب موارد المواطنين في المحليات والقرى والفرقان والارياف البعيدة والقريبة عبر معتمدين غلاظ القلوب مدجنين ومروضين،همهم كله ارضاء الوالي وبأي ثمن والوالي كل همه أرضاء حكومة المركز على حساب خدمات المواطن الاساسية،والموظفين والكتبة وبعض الضباط الاداريين يبيعون ويشترون المواقع ونقاط التحصيل لمن يدفع حسب ايرادات المحطة.واستمرار تدفق المحاصيل منها،واصحاب العربات والتجار هم من يدفع لأولئك القتلة ليمرروا لهم كل ما يريدون،عبر التلاعب في ارانيك او حيل اتقنوها بسبب غياب الرقابة والمحاسبة واعمال القانون وفساد احهزة السلطة في كل مفاصلها.

كم عدد المتحصلين في جن ب كردفان
وكم عدد نقاط التحصيل في كل المحليات
وكم عدد موظفي المالية في الولاية وكم تبلغ حوافزهم وبدلاتهم وكيف يراقبون وماهي الجهة التي تراقب اعمالهم؟ وهل تتم عمليات مراجعة داخلية دورية لهذه الاموال التي تجمع من المساكين الذين شموا فيها الدم وبذلوا العرق والجهد.وهل من جهة تضبط فحص الايصالات التي يعبر بها تجار المحاصيل نقاط التحصيل،وماذ تعمل النقاط الكثيرة المنتشرة في كل الطرق في نقطة واحدة.حسبت ثمانية راكوبة او مركز تفتيش منفصل عن الاخر،أصحاب العربات السفرية يدفعون رشاوي علنا امام أعين الركاب،وكيف يكون الحال مع التجار والمستثمرين أقصد المستعمرين.وعلى اي اسس تم تقسيم الايرادات بين المحليات والولاية وماهي اللوائح التي تحد ذلك،وهل من حق كل والي يأتي الوالاية ان يصدر ما يشاء من منشورات تمكنه احكام قبضته على اموال المواطنين دون ان يقدم لهم اي خدمة مقابل ذلك وليست هناك من جهة تحاسبه وتر اقبه.فما يسمى بالمجالس التشريعية في الولاية مصابة بفقر الدم وهي مدجنة وصورية.لا تعمل الا ما يرضي الوالي وقضايا المواطن الذي تدعي تمثيله اخر اهتماماتها،وعلاقات اعضائها بالمواطنين مظهرية ولا تخلو من نفاق،وعقلية اغلبهم قبلية ولا تمتلك وعي وشجاعة تمكنها من التعبير عن ذاتها دعم من التعبير عن قضايا المواطن وهمومه.وحتى ميزانية بعض الوزارات وخططها لا تجاز الا اذا دفعت لبعض النواب..هكذا افصح احد المراقبين لشأن جنوب كردفان لتستمر معاناة المواطنين في شتى مجالات الحياة،وكأنهم يعملون سخرة في وطنهم لتستمتع قيادات وكوادر المؤتمر الوطني بما أعتصرته من جهد ودم المغلوبين على امرهم في وطنهم،ويمكن لأي مراقب أن يلقي نظرة لأوضاع المعتمدين وكبار الموظفين في الايرادات والمالية ليتأكد مما ذهبت اليه.ويمكن أن يتابع حركة المتحصلين ونمط حياتهم وعلاقاتهم ليكتشف شبكة الاجرام والنهب التي ظلت تسيطر علي الولاية منذ عشرات السنين،فقد ابت الدنانير الا أن تطل برأسها،وكما يقال مال الحرام مثل المدة فيزالجرح المتخثر لابد ان تخرج مهما كمن الجرح.ويظن اللصوص أن النهب وقطع الطرق هو في الطرقات وبالمواتر والسلاح،ومادروا ان هناك نهب بالقانون وبالتلاعب وبالقهر ولي عنق الحقيقة وتغييب الضمير وحين يبلغ موت الضمير ذروته لا يحس اللصوص بالحرج من نظرة المجتمع ولا بوخزه،ويظنون ان المجتمع لا يعرف عن ممارساتهم شيئا.فتظهر المسروقات في المنازل والملابس والعلاقات والزيجات والسفر وحتى طريقة التعامل مع الاخرين،ويميل لصوص الجبايات والضرائب الباهظة والايرادات الى التقوقع في شكل شلليات لا تحب الحديث مع الاخرين او التعاطي مع السياسة أو مع المهتمين بالشأن العام أو نقاش القضايا العامة مثل الحديث عن الفساد والحكومة ونقدها وفشلها وممارساتها دائما هم في الحياد السلبي،والصمت الاخرس في التجمعات،والمقولة المحببة لهم هى ..أعمل رايح…وهكذا ضاع حقوق المواطنين في الولاية وتدمرت الخدمات ونهبت اموالهم بأسمهم وفي كل مرة هناك من يتطوع ليبشرهم بأن الوالي الجديد افضل من السابق وأنه سيعمل كذا وكذا وسيقضي على المفسدين والفاسدين،وروجوا عند تعيين الجنرال مفضل بأنه زول عملي ودللوا على ذلك بأنه قليل الكلام وفي كل لقاءاته واجتماعاته بالمسؤولين ظل ملتزما الصمت،فقط يدون في الاوراق وسرى بين الناس في المدن والحضر أنه سيصدر قرارات حاسمة بشأن الفساد والتجاوزات المعلنة والمعروفة مثل قضية السكر وتجنيب الاموال من قبل المعتمدين ولكن مرت الشهور والايام ثقيلة على المواطن واتضح ان الوالي الجديد با يختلف عن سابقيه في شيء وان صمته هو صمته الذي نشا عليه في كل حياته،وأن اللجان التي خلقها الله ستظل هي ذاتها حتى يرث الله الارض ومن عليها وعلى الكادحين الا يحلموا بعهد جديد،او باصلاح بحال،فالسلطة في الخرطوم هي السلطة في الولاية والسلطة في الولاية هي السلطة في المحلية والسلطة في المحلية هي سلطة كاتب التحصيل ،الهم واحد كون نفسك وما تبقى داقس والظروف مامعروفة.فعن اي تعظيم للايرادات والجبايات يحدثنا عنه وزير مالية جنوب كردفان اذا كان المواطن وخدماته هي اخر من تفكر حكومة جنوب كردفان ووزير ماليتها،ويأتون الى الخرطوم ويعودون دون ان يعرف المواطن لماذا أتوا ولماذا عادوا اليه ثانية.

من خلال تقارير سونا عن زيارات وزير المالية للمحليات لتعظيم الايرادات لاحظت فرحا غمر المعتمدين وبلا شك كان فرح المتحصلين اكبر،أما الضباط الاداريين فهم مجرد واجهات لتعلق عليها اخفاقات المعتمدين أو لدرء غضب المواطنين وبعض الموظفين،فليس لهم من السلطة الا الاشرطة في كتوفهم..