فتنة الذهب القذر تتمدد في جغرافية السودان

دروب الحقيقة
———————————–
فتنة الذهب القذر تتمدد في جغرافية السودان
احمد مختارالبيت

قبل أن تخمد نيران الفتنة التي أشعتلها شركات الموت الصامت والتي تستخدم السيانيد والزيبق في تلودي،أطلت من جديد هذه المرة في منطقة الدلنج،وقبلها حملت رياح المصالح والفتنة شركات تدوير الكرتة الي كل بقاع السودان لتحمل الموت ‘والخراب والدمار والتلوث والتصحر والجفاف  وتفتيت المجتمعات المحلية حيث حلت،ولأن هذه الشركات تستخدم اسلحة السلطة والمال والاغراء والترهيب والترغيب،بينما تستخدم المجتمعات المحلية في السودان الوعي بالاخطار من تلوث البيئة،والحقائق العلمية وتجارب العالم والشواهد المحققة،والاجراءات القانونية وضرورة الالتزام بالاشتراطات واللوائح التي تنظم هكذا استثمار،لم تكن المعركة متكافئة،فقد استفردت شركات الذهب القذر والقاتل الصامت بالمناطق المستهدفة بهذا النشاط،وأعملت أسلحتها المتنوعة في أقصى الشمال حيث تم أعتقال اللجنة السداسية في حلفا ودلقو اكثر من مرة،وأصطدمت الشركات مع المجتمعات المحلية في مناطق البرقيق وصوارده ومشيخات المحس،وعاثت فسادا في نهب الاثار التاريخية للسودان.وتلويث البيئة على شاطيء النيل،وأشجار النخيل،وجرفت التربة حول القرى المأهولة بالسكان،وانتشرت أحواض وخيران من المياه الملوثة المتدفقة من داخل الشركات،الامر الذي أدى الى خروج المواطنين في مسيرات اكثر من مرة وقطع الطريق والمطالبة برحيل شركات الموت والتلوث،وانتقلت الفتنة من هناك الى نهر النيل في محلية الباوقة في وادي السنقير ودخل المواطنون في معارك حقيقية بالعصي مع شركة اجنبية،تحرسها مع الاسف ايدي السودانيين،وقدم أهل المنطقة جرحى وشهداء دفاعا عن حقهم في الحياة،واتجهت شركات الموت غربا واليوم هناك اكثر من اربعة شركات تعمل في محلية سودري والمرخ ابوزعيفة في بادية الكبابيش بشمال كردفان،بعد ان نشرت مظلة من الخوف والتشكيك في المدافعين عن سلامة البيئة،وأستغلت تلك الشركات جهل المواطن بقضايا التعدين والمواد السامةالمعقدة،لتغري البعض وترهب الاخر وتدق أسفين من الشك والحواجز بين المواطنين تطبيقا لسياسة فرق تسد المعروفة،في مناطق ينقصها التعليم والوعي بالمخاطر المحدقة بالحياة والبيئة البكر وما تزخر به من موارد دائمة زراعية وحيوانية.

وفي دارفور تمددت شركات الموت في أكثر من محلية واصبح جبل عامر محمية خاصة لشركات الموت،وقد اعترف بتأثير المواد السامة علي الحياة والبيئة هناك رئيس لجنة الامن والدفاع بالمجلس الوطني الذي زار المنطقة ووقف بنفسه على تلك الاثار المدمرة للحياة البرية والاشجار وغيرها،واعلن ذلك في ندوة عقدت بأمدرمان.واليوم المواد السامة تستخدم في 14 ولاية من ولايات السودان وفي ظروف مناخية مهيأة لأنتشار التلوث البيئي والمياه،دون توفر أي أشتراطات،أوأجراءات  للسلامة وحماية أرواح الناس،وفي الانباء ان الشركات القاتلة اتخذت أساليب جديدة في النيل الازرق بترحيل المواطنين قسريا دون ارادتهم،وأحتكار الارض وفق ما ترى لا وفق مصالح المواطنين وعودة السخرة في اعمال.كسر الحجارة وجمعها وفق ما نقل الناشط الحقوقي عبدالرحمن نورالدائم في مقال له في اجهزة الاعلام.وهذه السياسة واقصد الترحيل القسري والسخرة وحجز مساحات واسعة من اراضي المواطنين هي التي اتبعتها شركات القاتل الصامت في جنوب كردفان مستخدمة اقذر الاساليب والمكر والحيل،وأهمها التهديد بالقتل،واغراء زعامات الادارة الاهلية ماليا واستخدام أخطبوط المؤتمر الوطني في التفتيت ونشر الفتنة المجتمعية وبث الكراهية بين الناس.واغراء الانتهازيين.وتقديم الرشاوي لضعاف النفوس والسماسرة الذين اغتنوا من تلك الشركات وهربوا اسرهم ألي الخرطوم والمدن الكبيرة وتركوا المواطنين البسطاء ليواجهوا مصيرهم وحدهم،وتأتي مذكرة الادارة الاهلية للحوازمة بالدلنج أنصع دليل لذلك،فقد ترك الامير اهله يواجهون غول الشركة الاجنبية وحدهم،لتقتطع أكثر من 400 كليومربع ولمدة مئة سنة وهي الاراضي الوحيدة المتبقية لهم للزراعة والرعي في المنطقة،وقد تكشفت بعد احداث تلودي الاخيرة التي ما زالت ذيولها في المحاكم حقائق جديدة حيث دخل قادة المؤتمر الوطني.ووزراء وأخوان مسئولين كبار في الدولة مع مستثمرين اماراتيين وقبضوا انصبتهم،واختفوا خلف الظلال،ولاذوا بالصمت في انتظار ما تسفر عنه معارك المجتمعات المحلية مع غول شركات الموت والذهب القذر.وواضح أن الكميات الكبيرة للذهب في الكرتة في مناطق مختلفة من السودان قد أسالت لعاب الكثير من كوادر السلطةومتنفذيها، لدخول هذا الاستثمار القذر والتضحية بالاخلاق وحياة الفقراء والمساكين واجيالهم القادمة في سبيل،اشباع شرهههم للمال والنساء وملذات الحياة.فقد نسى الكثير من المجرمين الدين والاخرة،وانغمسوا في ترف وملهاة.بينما الموت وتشوه الاجنة،ودمار البيئة وتجريف التربة.والجفاف وقلة الانتاج والتصحر تهدد السودان في اغلب ولاياته بهذا النشاط المجرم دينيا واخلاقيا وقانونيا.واليوم ليس من سبيل للسودانيين في كل مناطقهم المهددة بالتلوث وقد الغت السلطة وزارة البيئة الاتحادية الا ان يكونوا هم حماة البيئة وأنصارها وفق القانون والدستور والأ فهم مهددون بالترحيل القسري والرحيل من كل منطقة يوجد فيها قيراط من الذهب.