انتصارنا للأرض والإنسان وقضاياه

دروب…..الحقيقة
———————————–

انتصارنا للأرض والإنسان وقضاياه
الانسان والبيئة مشكلات عالمية، العنوان أعلاه باب في كتاب الجغرافيا والدراسات البيئية المقرر لطلاب الصف الثالث المساق الادبي بالمرحلة الثانونية، ص143 ودراسة البيئة تهتم بوقاية المجتمعات البشرية من التأثيرات الضارة وحماية الانسان من اضرارها، وتحسين نوعية البيئة لتناسب حياة الانسان، وهي تتأثر بتراث الانسان من عادات وتقاليد واعراف وتاريخ وكذلك بتراثه الديني والاخلاقي. والأهم بتزايد افرازات مصادر الطاقة) …ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الأرض ومن عليها جعل لها نظاما دقيقا ومتوازنا متكامل العناصر يكفل وجود الحياة واستمرارها فوق سطح الأرض يطلق عليه النظام البيئي، ويقاس نجاح الانسان في البيئة على قدر فهمه لنظامها وتحكمه فيه بالصورة التي لا تفسد هذا النظام وتخل به.
وتلوث البيئة هو التغيرات المستحدثة فيها والتي تخل بتوازن النطام البيئي، وتسبب للإنسان والحيوان الازعاج والأضرار والأمراض وربما تقود لنهاية الحياة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ويشمل تلوث البيئة كل ما يؤثر على عناصر البيئة من نبات وحيوان وانسان، وما يؤثر في تركيب العناصر الطبيعية غير الحية كالماء والهواء والتربة ومن المهم ان نعرف ان تلوث البيئة لم يعد أمراً محلياً. والبيئة نظام مفتوح على كل الكرة الأرضية، ولذلك أصبح تلوث البيئة مشكلة عالمية.

وفي ص158 نقتبس:
تتعرض التربة للتلوث مما يؤثر على التوازن البيئي وصحة الانسان، وتلوث التربة ينتج أساساً من التلوث الكيميائي. ومنذ العام 1968 بدأ العالم ينتبه لقضايا البيئة والمشاكل البيئية التي تعترض الانسان، كل ذلك وأكثر هو من صميم ما يدرسه الطلاب في منهج المدرسة. فهل تنافق أجهزة السلطة نفسها الى هذه الدرجة، ولماذا أعداد المناهج ووضع المقررات اذا كانت اجهزة السلطة تعمل بعكس ما يتعلم ابناؤنا في المدارس والجامعات، وما فائدة العلم اذا لم يحل مشكلات الحياة ويبصر الانسان بالمضار والمنافع؟  اتمنى أن يتحملني الجميع على حصة الجغرافية التي فرضتها عليهم ليعرفوا مدى التناقض ببن الأقوال والافعال الذي تعيشه السلطة، ويتحمل المواطن مأساته ونتائجه.

شكرا بقامة الوطن لكل الذين انحازوا للأرض والانسان والخضرة ونقاء الهواء وصحة المواطن وعذوبة المياة، والى الغابات والأمطار والمراعي والزراعة،  بترول السودان الدائم، والى مرح الأطفال والرعاة والليالي المقمرة، والأرياف والضواحي والبراءة. وقبل هذا وذاك لإنحيازهم للحق والانسان وتراب الأرض والدعاش وحقنا جميعاً في بيئة نظيفة خالية من الملوثات والأمراض والدمار والخراب.
شكراً جزيلاً لكل الرائعين الذين كتبوا مواقفهم على نبض الحروف والكلمات وعلقوها في جدار التاريخ وفي لوحات الزمن الآتي، علها تفيد اجيال ستأتي، نصرة للحقيقة والحياة.

شكراً بعمق جروح الوطن لكل الذين تواروا، والذين غطوا وجوهم عن رؤية الشمس، والذين وقفوا في مساحات الرقراق في انتظار أتجاهات الرياح والمطر، وتحية وعرفان  للذين اعطونا فرصة بمواقفهم أن نرى أنفسنا بصورة أوضح في مرايا هذا الواقع اللزج، والفضاء المشاع.
والشفقة للذين انحازوا لجيوبهم ولمصالحهم الخاصة ونفوسهم التي سكنها الطمع والجشع ولا اقول موت الضمير، هل من حقهم أن يدافعوا في معسكرين، أنها الحياة  اما أن تقف مع الحق أو الباطل، والحق مع الفقراء والمساكين وحمايتهم وهذا ما لا جدال حوله.

شكرا. لكل الذين اعلنوا على الملأ أنهم انصار البيئة وسلامتها والعناية بمواردها للاجيال القادمة، ولم يتخفوا وراء العبارات الحامضة والكلمات الخشبية.
وحزنا كثيرا علي اهل السلطة الذين لم يروا في كل اخلاقية قضية البيئة وسلامتها مبدئيتها  ألا مظلة يتحدثون بها مع الآخرين لمصالحهم الضيقة والضيقة جدا. ولم يسعوا لمعرفة ما ظلننا نكتب ويكتب العشرات من العلماء والخبراء والناشطون والناشطات الا بعد أن وصلت أمواج الوعي الجارف بالبيئة الى ابواب مكاتبهم، وعرباتهم المظللة، وطفحت عنابر المستشفيات والمراكز الصحية والرواكيب والقطاطي، بالأطفال المشوهين والميتين من أبناء هؤلاء الطيبين، وبعد أن فاضت الصدور بالأمراض ولم تعد أجسام أهل القرى والحضر حمل المزيد، وبعد أن شاهد المواطنون الحيوانات البرية بأنواعها المختلفة تموت علي تخوم مصانع الذهب القذر، والمعتمدون لديها يكذبون عليهم بأن فحص عينات حيواناتهم سيأتي بالخبر اليقين والكادحين ينتظرون بالسنوات.

ليست لي خصومة مع أحد ويكفي قضية البيئة اليوم أنها وحدت حاملي السلاح والذين بقيت في قلوبهم بذرة خير من أنصار السلطة، وكل الطيف السياسي والقبلي والجغرافي، من حلفا في أقصى الشمال الى جبل عامر في أقصى الغرب ومن قيسان والكرمك في الشرق الى ديار الكبابيش في الوسط وجبال النوبة والليري في أخر نقطة في الجنوب.
ولا عداء لي مع قبيلة أو منطقة أو جهة أو مدينة، انتمي للسودان والانسان فيه ايا كان جنسه أو لونه أو دينه، وقبل ذلك انتمي الى الأرض أمنا التي سنعود الى حضنها تباعا كما قال شاعر تونس الخضراء ابوالقاسم الشابي.
القضية الآن قضية كل الذين كتبنا لهم وعنهم ومن أجلهم ومن أجل الصبايا والصغار الذين ماتوا في أرحام أمهاتهم أو خرجوا مشوهين للحياة ثم غادروها سريعا، لأننا لم نحسن استقبالهم، القضية للجنة شرفتني لأكون مقررا لها وأحيانا متحدثاً  بأسمها، وفيها من الخبراء والعلماء والمهندسين والقانونيين والكيمائيين والفيزيائيين والزراعيين، والاعلاميين، والحادبين علي الوطن وأهله مت هم أكثر مني حرصاً، وأعلم مني  بشؤون سلامة البيئة وصحة الانسان في السودان، القضية اليوم ملك الشعب السوداني في كل مناطقه المتأثرة بالتلوث والتي دفع كلفة باهظة من حياة أهله وموارده وآثاره، وأنا في خدمة هذا الشعب العظيم، وليس لي غير مطالبه مطلب.