بسم الله الرحمن الرحيم
تجمُّع المعلمين الديمقراطيين (تمد)
الولاية الشّمالية
محلية مروي
بيان مهم
الماء والكهرباء أساس الحياة
التّعبير السّلمي عن المطالب حق مشروع
نعم، لا تعليم في وضع أليم
نُدين سلوك مدير تعليم المحلية وبيان مدير تعليم وحدة كريمة
إثر قيام طالبات مدرسة البركل جنوب الإبتدائية، بمسيرة سلمية اليوم، للمطالبة بتوفير الكهرباء والماء، اعتقلت السّلطات الأمنية اثنتين من معلمات المدرسة، وفتحت ضدّهُما بلاغات لدى الشّرطة بدعوى الإخلال بالأمن والسّلامة العامة. وفي الوقت الذي توقّع فيه الجميع أن تقف إدارة التّعليم بالمحلية مع التّلميذات وحقهُنّ في المطالبة بتوفير الماء والكهرباء، باعتبارها من ضروريات الحياة، أصدر مدير التّعليم بوحدة كريمة، بياناً أدان فيه المسيرة السّلمية، وحمّل المسؤولية لمديرة المدرسة ومعلماتها، واستنكر المطالبة بالماء والكهرباء! بدل معالجة المشكلة وتوفير البيئة المدرسية المناسبة للتّعليم، ووصف الأمر بأنه يُعرّض حياة هؤلاء الصّغار للخطر في هذه الظروف، ووعد مدير تعليم محلية مروي، بعدم تكرار هذا الأمر مستقبلاً.
وبدرونا نسأل مدير تعليم محلية مروي، ومدير تعليم وحدة كريمة، لماذا لم تقوما بتوفير الماء لتلميذات المدرسة، حتى أضطررن للخروج في مسيرة يطالبن بذلك؟ وهل العطش ليس فيه خطورة على حياة الصّغار؟ ومن الذي يُدافع عن المدراء والمعلمات والمعلمين أمام الصّغيرات العطاشى، وكل المدارس تعاني من تردّي البيئة المدرسية، ونقص الكتب والإجلاس والمعلمين وتفتقر لأبسط معينات العملية التّعليمية والتّربوية.
إن ماجرى في كريمة ليس حادثاً معزولاً، بل هو تجلِ صارخ لانهيار أوسع يضرب قطاع التّعليم في الدولة، في ظل الحرب الممتدة منذ 15 أبريل 2023م والتي أدّت إلى تعطيل آلاف المدارس ونزوح ملايين التّلاميذ والطُّلاب، وتهجير آلاف المعلمين والمعلمات، وتوقّف الدّعم الحكومي للتّعليم في معظم ولايات البلاد.
إنّنا نحمّل وزارة التّربية والتّعليم في (حكومة الأمر الواقع) مسؤولية تجاهل قضايا التّعليم الملحّة، والتّواطؤ مع أمراء الحرب. وندعو لتشكيل لجنة تحقيق وطنية لمتابعة الانتهاكات الواسعة في قطاع التّعليم ورصد وتوثيق تقارير بتلك الانتهاكات لتقدّم للمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الطّفل والتّعليم.
و إذا كان مدير تعليم وحدة كريمة، ومدير التّعليم في المحلية، لم يوفرا الماء والكهرباء ومعينات العمل وشروط الحياة في المدارس، كيف يحاسبان مديرة مدرسة ومعلماتها قبل أن يستمعا منهن لمشكلة ليس لهن علاقة بها؟ وهل تلاميذ المدارس والطُّلاب في المدارس حين يخرجون في مسيرات مطالبة بحقوقهم الأساسية في الحياة والتّعليم يستشيرون المدراء والمعلمين والمعلمات؟ أما أولياء أمور بعض الطالبات الذين أدانوا التّصرف (كما ورد في بيان مدير الوحدة)، فهل يقبلون أن يدرس ابناؤهم وبناتهم في مدارس بلا ماء وبلا كهرباء؟ ولماذا لم يسعوا لحل المشكلة، قبل أن تلجأ الطالبات الصّغار للمطالبة بالماء والكهرباء عبر مسيرة سلمية؟
أنّ موقف مدير التّعليم بالمحلية، ومدير وحدة كريمة، لايُعبّر عن أخلاق المعلمين ولا عن روح المهنة وقدسيتها، وهما يتحملان المسؤولية الكاملة عن التّقصير في توفير معينات الحياة (الماء والكهرباء) في المدارس، وليست مديرة المدرسة ومعلماتها، كما أننا نحملهما المسؤولية عن أي أضرار مادية أو معنوية تصيب مديرة المدرسة ومعلماتها، وندعو الأخوة المحامين للوقوف مع المعلمات: نعمات وأمل وزميلاتهن والدفاع عنهن إذا قُدمنّ للمحكمة، وفي يقيننا ليس هناك مرحلة أسوأ من وصول المعلم أو المعلمة للمحكمة أو أقسام الشّرطة.
تجمع المعلمين الديمقراطيين
محلية مروي
6 أغسطس 2025م
Leave a Reply