غرب كردفان ولاية بلا رؤية

غرب كردفان ولاية بلا رؤية

بقلم البخيت النعيم عمر

الذي يتابع ولاية غرب كردفان منذ ميلادها 1994م ثم تذويبها عام 2005م بعد اتفاق نيفاشا ودمجها بين ولايتي جنوب وشمال كردفان ثم المطالبة الشعبية بضرورة عودتها فقد فشل مشروع تذويبها واصبحت مناطقها مناطق مهمشه لاتصلها الخدمات الضرورية او حتي الخدمات الادارية البسيطة التي تتطلب من المواطنين السفر الي كادقلي او الابيض اضافة لغياب الامن واستشراء الحروب الاهلية والفساد المالي والاداري وهناك دواعي كثيرة اهمها الخدمات والتنمية والمتابعة الادارية والمشاركة الجمعية في كافة قضايا الولاية وان يكون ظل الدولة حاضراً خاصة ان ولاية غرب كردفان ولاية حدودية بين الشمال والجنوب لها تداخلاتها مع ولاية الوحدة وبحر الغزال ودارفور والجبال . حيث  ظل مواطني الولاية بين الترغب والانتظار حتي تم اعلان الولاية الجديدة وتعيين اللواء احمد خميس والياً عام 2013م وظل لبضع اشهر حتي اعلن حكومته وهي عبارة عن تجميع عناصر علي ضوء المحاصصات القبلية والمناطقية ولم تكن الكفاءة والجدارة والمنهج العلمي والاداري الصحيح هو المقياس حتي الان لم تنجز هذه الحكومة الكسيحة اي عمل يحسب لها بل عجزت تماماً في حل القضايا المرحلة والعالقة خاصة قضايا التنمية والخدمات فالولاية تعيش اذمة مياه ولاتوجد شبكة مياه في اغلب مدنها بل العطش يحاصر الانسان والحيوان معا في اغلب محلياتها واريافها بل جفت كثير من الحفائر والدوانكي وعلينا ان نتساءل مامصير اكثر من 10 مليون و500 راس  من الماشية في المنطقة الغربية وفي ظل عدم تفعيل الحريات الاربعة مع حكومة الجنوب وفي ظل وجود قوات دولية تحت البند السابع قوامها 5200 جندي اثيوبي تمنع القبائل الرعوية للذهاب جنوباً حتي داخل حدود 1/1/1956م حدود السودان الموروثة تاريخياً؟ كما تعتبر حدود الولاية من المناطق المتنازع عليها بين الشمال والجنوب خاصة قضية اببي والتي عقدها برتوكول ابيي وخديعة تقرير الخبراء 14/7/2005م مروراً بتحكيم لاهاي الذي اشعل الحروب في المنطقة خاصة عام 2009م و 2013م و 2014م حيث تم قتل 15 من ابناء المسيرية والسلطان كوال دينج  كما علينا ان نتساءل عن اتفاق 20/6/2011م بين حكومة الشمال والجنوب الذي اكد ان ابيي شمالية وتتبع لرئاسة الجمهورية ثم كونت لجان مشتركة بين الشمال والجنوب ( لجنة الاجانق ) والتي لم تشكل المؤسسات التنفيذية والتشريعية ولم تقدم الخدمات حتي مايسمي بالقري النموذجية كانت عبارة عن خيم واشباح من المواد المحلية  انتهت صلاحيتها.فالانفلات الامني ظل مستمراً حتي خلال هذا الشهر اين دور حكومة الولاية من حماية مواطنيها من اختراقات مليشيا الجنوب ونهب المواشي واين دور الحكومة من تجاوزات القوات الاجنبية التي تكيل بمكيالين تسمح لمليشيا الجنوب بالعبور شمالاً وتمنع المسيرية وغيرهم من الذهاب حتي لمدينة ابيي؟ بل تم تنفيذ الاستفتاء الاحادي في اكتوبر الماضي في ارض السودان وعلي مرمي حجر من مقر القوات الدولية وحكومتي الخرطوم والفولة يتفرجان؟ انني اتساءل لماذا لاتحسب الدولة المركزية مخاطر انفصال الجنوب الحتمي  في ظل اتفاقية كل بروتكولا تها مفخخة؟ الولاية مهمشة ومتخلفة لان الحكومات المركزية اهملتها ولم تقدم المشروعات الخدمية والتنموية الاستراتيجية بل تركت لكي تكون في حالة حروب دائمة وواقع ريفي تقليدي وقبلي يتصارع ويتنافس علي موارد شحيحة لذلك تفجرت الحروب الاهلية  في منطقة شقادي والميرم بين المسيرية والرزيقات التي فقد فيها الوطن اكثر من ثلاثمائة قتيل وعشرات الجرحة لم يعالج امر النزاع بعد رقم مرور سنوات مثلما لازالت تدعيات احداث بليلة بين اولاد هيبان واولاد سرور مستمرة رقم قيام مؤتمر الابيض ومؤتمر الضعين وكل هذه المؤتمرات لم تعالج ابعاد واسباب الصراع الجوهرية وهي ضرورة تقديم الخدمات و المشروعات التنموية الكبيرة اضافة لاليات الصلح التقلدية كالديات وتوفير الامن كما لازال الخلاف بين المعاليا والحمر قائماً نتمني ان يحسم الخلاف في المؤتمر القادم وان يضع الحلول الناجعة. هذا اضافة لحركة المليشيات المسلحة التي اعتبرت المنطقة ساحة عبور وساحة للكسب السياسي فلازالت تداعيات احداث ابوزبد وخيرسانة وابيي والدكر لها تأثيراتها السالبة حيث تم قتل وتشريد المواطنين ونهب ممتلكاتهم علي عينك ياتاجر؟ بل تم استباحة المدن كل هذه الانتهاكات والتجاوزات تمت في ولاية غرب كردفان علي رئسها والي عسكري لم يستطيع بسط الامن وتوفير الطمأنينة لرعاياة. الولاية الجديدة فشلت في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية بل لم تقم باي مشروع يعني بالطرق فالولاية لايوجد فيها شارع اسفلت الا في مدينة الفولة رغم انها من اغني ولايات السودان حيث يقع فيها حوض المجلد للبترول والذي يضم عشرات الحقول البترولية كحقل بليلة وهجليج ودفره ونيم والبرصاية وغيرها وعلينا ان نتساءل مادور شركات البترول في تقديم الخدمات واين حقوق المناطق التي يوجد فيها مشروع قومي استراتيجي  اين تذهب عائدات البترول؟  واين تذهب النسب المئوية المخصصة للمنطقة؟ خاصة 2% لولاية غرب كردفان 2% للمسيرية 2% دينكا نقوك نطالب بالشفافية والوضوح منذ 2005م وصاعداً حتي 2014م علي وزارة المالية الاتحادية توضيح ذلك؟ البترول بدلاً ان يكون نعمة اصبح حالة سالبة في المنطقة حيث استشرت الامراض الفتاكة ضد الانسان والحيوان خاصة امراض السرطانات وغيرها  بل الشركات استولت علي اغلب الاراضي الزراعية والرعوية ولم تلتزم بالمقايس الدولية وصحةالبيئة خاصة فيما يتعلق بمخلفات البترول وسكن المواطنيين الذي ينبغي ان يكون علي بعد 50كيلو متر من الحقول والشعلة. احداث بليلة في فبراير الماضي التي ضرب فيها المواطنين بالرصاص الحي انهم كانوا يطالبون بشكل سلمي للعمل.

كما نتساءل عن مصير هيئة تنمية غرب كرفان  والتي سبق اشار لها تقرير المراجع العام بالفساد المالي كما نتساءل عن صندوق تنمية القطاع الغربي الذي تم حل مجلس ادارته وتم تعين مجلس ادارة جديد اغلبه ممثلين حكوميين  لاعلاقة لهم بالتخطيط او الادارة  او القدرات الفنية بل تم تحويل الكثير من الاصول لهذا الصندوق والذي يسيطر علية مجموعة معروفة ومكشوفة ومفضوحة؟  مادفعني لكتابة هذه الملاحظات هو حالة حكومة الولاية التي لا تحمل رؤية وتقود المنطقة للمجهول وحالة الترضيات التي تتم للفاقد الدستوري بعد خروج اللواء بندر الذي كان معتمد كيلك سابقاً خروجة الي جبهة المعارضة المسلحة  انني اتساءل لماذا تكوين ثلاثة عشر مفوضية التي تم استيعاب الدستورين السابقيين علي راسها ماهي مهامها ودورها ومن اين يتم الصرف لها من عربات ومرتبات ومخصصات في حين الولاية تمر  بحزمة اضرابات لعدم صرف المرتبات بل اعتصام مدينة بابنوسة الشهيرالذي استمر شهر كان يطالب بابسط الحقوق الخدمية لم توفرها الولاية لهم بل لم يتم تنفيذ الوعود. ومادور الوزارات والمعتمديات التي تتجاوز ال 14 محلية المفوضيات المزعومة لاتحتاجها الولاية. غرب كردفان تحتاج لخدمات وتنمية وتوفير الامن بشكل طبيعي بدلاً من حالة الطواري التي خنقت الحريات كما ان اتخاذ رئاسة الجمهورية الاسبوع الماضي قرار بتشكيل لجنة عليا لتنمية وتطوير ولاية غرب كردفان اللجنة برئاسة النائب الاول وعضوية العشرات هذه اشارة واضحة ان الولاية تحتاج الي اسناد وان الحكومة المعينة التي يسيطر عليها حزب المؤتمر الوطني قد فشلت في وضع روية وخطط شاملة  كان من شأنها ان تحدث التغيير النوعي. حقاً الولاية اقعدتها المحاصصات والفئات الطفيلية  والكباتن كمايقول اهل بحر ابيض؟

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.