
الهدف: وكالات
#الهدف_متابعات
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمسِ الأول الخميس، أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال كلمته المرتقبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، مؤكدًا أن الخطوة تأتي في إطار “الوفاء بالتزام فرنسا التاريخي تجاه تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط”.
وقال ماكرون في منشور مشترك على منصتي “إكس” و”إنستغرام”: “حان الوقت لنتحرك نحو حل الدولتين. فرنسا قررت أن تعترف بدولة فلسطين من منطلق المسؤولية، ومن أجل دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن الأولوية الراهنة تكمن في “إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين من الكارثة الإنسانية التي تتكشف يومًا بعد يوم”.
ويأتي الإعلان الفرنسي في سياق موجة متصاعدة من الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، إذ أعربت أيرلندا، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، عن ترحيبها بالقرار الفرنسي، واصفة إياه بأنه “مساهمة مهمة في تفعيل حل الدولتين وتأكيد على التزام أوروبا بالشرعية الدولية”. كما دعت إلى “مضاعفة الجهود الدولية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
في المقابل، قوبل القرار الفرنسي بإدانة إسرائيلية شديدة، حيث وصف ياريف ليفين، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، اعتراف فرنسا بدولة فلسطين بأنه “وصمة عار على جبين باريس”، واعتبره “دعمًا للإرهاب”، على حد تعبيره. وأضاف ليفين: “الرد العادل على هذه الخطوة الفرنسية هو فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، بلا تأخير”.
وفي خطوة دبلوماسية موازية، أعلنت باريس أنها ستترأس إلى جانب المملكة العربية السعودية اجتماعًا دوليًا رفيع المستوى في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، لبحث سبل تفعيل حل الدولتين ووضع خارطة طريق واضحة نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن المؤتمر، الذي سيُعقد في 28 و29 يوليو الجاري، بعد أن تم تأجيله سابقًا بسبب التطورات الإقليمية، سيسعى إلى “جمع مختلف الأطراف الدولية من أجل وضع آلية دعم سياسي واقتصادي وقانوني لمسار حل الدولتين”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو، أن “احتمالات إقامة دولة فلسطينية تتضاءل يومًا بعد يوم”، محذرًا من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستويات غير مسبوقة من الجوع والدمار، ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا يتجاوز البيانات الرمزية.
ويُتوقع أن يشكل قرار فرنسا الاعتراف بفلسطين لحظة فارقة في المسار الدبلوماسي الأوروبي، لا سيما أنه يأتي من دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ويُضاف إلى سلسلة اعترافات أوروبية حديثة أقدمت عليها دول مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، في ما يبدو أنه تحول نوعي في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية.
Leave a Reply