الدار السودانية للكتب تتعرض للسرقة ودار عزة للنشر تفقد كتب نادرة

#ملف_الهدف_الثقافي
في مشهد صادم للمهتمين بالثقافة والكتب، تعرضت”الدار السودانية للكتب”، أكبر دار للكتب في السودان للسرقة والتخريب، بعدما فقدت كتب نادرة تجاوز عمرها المائة عام. الدار التي تأسست عام 1969 على يد عبد الرحيم مكاوي في مبنى من ثلاثة طوابق بشارع البلدية وسط الخرطوم، وتضم أكثر من مليوني كتاب و55 ألف عنوان في مختلف التخصصات الأكاديمية والدينية والتعليمية، أصبحت هدفا للعبث والسرقة في ظل الفوضى التي تشهدها العاصمة.
وكشف مدير الدار السودانية للكتب، أحمد مكاوي، في حديث لـ”الجزيرة نت”، أن المخزن الرئيسي للكتب تعرض لسرقة كمية ضخمة من الكتب المعدّة لتسليمها لأصحابها، مشيرًا إلى مفارقة مؤلمة بقوله ساخرا: “الغريب أن اللصوص سرقوا المصاحف والكتب الإسلامية”، مقدرًا الخسائر بنحو 300 ألف دولار على أقل تقدير. وأضاف مكاوي إن الدار شهدت تخريبًا شاملًا قبل شهرين، حيث وُجدت الكتب مبعثرة في جميع الطوابق، كما تعرضت البنية التحتية لأضرار بالغة، شملت تدمير النظام الكهربائي بالكامل، وسرقة المولدات والمكيفات والكوابل. وبسبب أن معظم دور النشر والمكتبات الكبرى تقع في وسط الخرطوم، المنطقة التي تكبدت خسائر فادحة خلال الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، فقد تضررت دار عزة للنشر التي تأسست عام 1998 بشارع الجامعة، وقال مديرها العام، نور الهدى محمد، إن الخسائر التي لحقت بهم لا تُقدر بثمن، بعد فقدان كتب ظل يجمع فيها منذ خمسينيات القرن الماضي، بعد سرقة بعضها وتلف البعض الآخر بفعل الأمطار. وهي كتب نادرة لا يمكن استردادها أو تعويضها، من بينها ديوان شعري للبنا الكبير طُبع عام 1922 في مطبعة حضارة السودان، ولا توجد منه نسخة حتى في دار الوثائق السودانية.
وأضاف أن الدار فقدت أيضًا مئات الأصول الرقمية للكتب، التي كانت مصممة وجاهزة على حواسيبها، كما سُرقت ماكينات الطباعة المتطورة والأثاث، حتى الفرش الأرضي لم ينجو من السرقة. وعبر عن ألمه العميق لفقدان نسخ خاصة بالدار، موقّعة ومهداة من كبار الأدباء والمفكرين مثل نزار قباني، ومحمود درويش، وكتاب الراحل محمد إبراهيم نقد، وكتاب آخر للراحلة فاطمة أحمد إبراهيم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.