مواطنون ل”الهدف”: الخرطوم مدينة غير صالحة للحياة تحكمها مليشيات ويحرسها لصوص

#الهدف_تقارير

تحولت العاصمة الخرطوم إلى مدينة عنف وجريمة منظمة خلفها الواقع المذري بسبب الحرب وانتشار السلاح وسيطرة المليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش.

مراقبون يقولون إن الانتهاكات الكبيرة التي ترتكبها مجموعات مسلحة ترتدي الزي العسكري في الخرطوم، تؤشر على تحول خطير وانهيار فعلي للدولة.

مواطن قال لمراسل “الهدف” الخرطوم مدينة غير صالحة للحياة، لا لأنها مدمّرة فحسب، بل لأنها مدينة مختطفة، تتحكم فيها مليشيات ويحرسها لصوص ونهابين، لذلك نهرب منها بحثا عن الأمان والأمل المفقود.

‎تزايد الجدل بعد تقارير عن قرار بإخلاء العاصمة من المجموعات المسلحة خلال أسبوعين وفي ظل إعلان منصات تابعة لبعض الحركات المسلحة عدم تنفيذ القرار.

قوة السلاح:

‎ويتخوف العديد من السودانيين من أن يؤدي انتشار السلاح في أيدي الحركات المسلحة وتمكينها من التحكم في الارتكازات الرئيسية في الخرطوم والمدن الأخرى إلى تشكيل واقع جديد تكون فيه السيطرة لمن يملك القوة.

‎ ناشطون وحقوقيون يرصدون عشرات الجرائم التي ترتكبها مجموعات مسلحة بعضها يتبع للحركات الدارفورية المسلحة المتكاثرة المتحالفة مع الجيش وبعضها يعمل تحت امرة ما يسمى كتائب البراء الذراع المسلح لتنظيم الحركة المتأسلمة.

مراسل الهدف التقى بعض المواطنين في مدينة أم درمان وتحدثوا عن مقتل الشاب حامد نبيل في حي الحتانة شمال المدينة بعد مقاومته لمسلحين حاولوا أخذ هاتفه المحمول، كمثال لحالة الفلتان الأمني والاحتكام للسلاح في عمليات النهب.

‎ويسجل وفق سكان مدينة أم درمان أن مثل هذه الجرائم تتكرر عشرات المرات يوميا في عدد من الأحياء  في ظل فوضى عارمة ناجمة عن الانتشار الكثيف للمجموعات المسلحة التي يرتدي بعضها لباس الجيش وبعضها أزياء مدنية يتبعون لحركات ومجموعات تقاتل إلى جانب الجيش.

ويعزون ما يحدث بانه يعكس حالة الفراغ في مركز القرار، حيث أصبح من يملك السلاح هو من يفرض شروطه.

توازن المليشيات:

الآن تتعدد مراكز القوة، وأصبحت العاصمة خاضعة لتوازنات بين ميليشيات، مما يؤشر بانهيار الدولة، وما نراه الآن هو فوضى منظمة، تدار تحت لافتات سياسية أو فواتير حربية، لكن جوهر الأمر هو صراع بين أمراء الحرب، لتقاسم النفوذ والسلطة والمال.

دعوات عودة المواطنين إلى الخرطوم وصفها مراقبين بأنها دعوات كاذبة تضلل الناس وتجعلهم ضحية للمجموعات المسلحة المنتشرة في شوارع وأحياء المدينة.

‎العائدون للخرطوم  لم يجدوا سوى الموت المجاني وشوارع ممتلئة بالجثث وأسواق منهوبة، ومليشيات تتأهب لنهيه وأخذ الإتاوات.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.