
بقلم: مجدي علي
#ملف_الهدف_الثقافي
تُروى عن الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، عندما سُئل عن سر الكم الهائل من تجاربه الإبداعية ومجده الأدبي، مقولته الشهيرة التي أرى أنها تصلح لتُصنف كواحدة من حِكم هذا الزمان: “الكتابة يا سيدي رهينة القراءة”.
لقد لخّص السيناريست أسامة أنور عكاشة، أحد أعظم كتّاب الدراما والقصة والرواية العربية، وأحد أسرار جمال الشاشة الصغيرة بمسلسلات وأفلام ومسرحيات وروايات خالدة، فكرة القدرة على الكتابة في قاعدة بسيطة: الكاتب الجيد هو بالضرورة قارئ جيد، وهو بالضرورة متابع لماح، وعين فاحصة في التقاط المشاهد وتوثيق الأحداث بطريقة لم يرها بها الآخرون. وهذا مبحث يطول الحديث فيه.
بين القراءة والمتابعة:
إن المتابع لـ”الهدف” وكتابها لا بد أن يتوقف عند كاتبها المميز أمجد أحمد السيد، وأن يوقن كذلك أنه ممن طبقوا القاعدة الذهبية: “الكتابة رهينة القراءة”. وإن جاز لي أن أضيف، فعليَّ أن أجزم بأنه متابع حصيف، قادر على التعامل مع كل الأحداث بدقة ومعرفة يُحسد عليها. يرى المشاهد ويتابع الأحداث مثلما يراها ويتابعها غيره، غير أن ما يميزه عن غيره امتلاكه لمهارة التعبير عن الأفكار والمشاهد بوضوح وفاعلية مشوقة. هذا بلا شك نتاج ثقافة علمته مهارة التعامل مع قواعد اللغة واختيار المفردات المناسبة، والأهم، تكييف أسلوب الكتابة مع الغرض والهدف. هذه المقدرة المدهشة في الإمساك بضروب الكتابة المختلفة، مع كل حدث ومستجد، والتنقل بسلاسة بين أنواعها هي ميزة مضافة ورصيد يُعلي من شأن أمجد الكاتب.
قلم وطني ملتزم ورؤية نقدية فنية
من يتابع كتابات أمجد أحمد السيد السياسية والفكرية يقف بلا شك أمام كاتب وطني ملتزم. فالكتابة عنده ليست ترفًا أو مجرد ترفيه؛ أمجد قلم صادق في خدمة قضايا وطنه ومجتمعه، يُعبر في كل سطر يكتبه عن آمال وأحلام وآلام شعبه، لأنه يؤمن أن الكتابة أضحت أحد أدوات التغيير الاجتماعي والسياسي، وهي أحد أهم وسائل التعبير عن الهوية الوطنية وعن الانتماء الفكري الصادق والملتزم.
وما يدهشني في جانب آخر من إبداعات الكاتب أمجد أحمد السيد الفائقة عندما أقرأ حروفه في مجالات الكتابة الثقافية والفنية، واختياراته المتفردة في شؤون الشعر والغناء والموسيقى، حتى لتكاد تجزم أنك أمام ناقد متمكن، يعرف كيف يحلل ويُقيم الأعمال الفنية والأدبية، ويكتشف العلاقة بينها وبين الواقع. وإني لأعترف أن بعض كتاباته قد أسهمت عندي في تشكيل ذائقة فنية وأدبية مختلفة، ولا شك أن ذلك قد حدث لآخرين.
مرآة الكتابة ودعوة للاكتشاف
أصدق أنواع المعرفة أن تعرف شخصًا من خلال حروفه. فالكتابة مرآة تعكس شخصية الكاتب وأفكاره ومشاعره، وتنبئك عن قدراته الثقافية والاجتماعية ومواقفه.
هذه دعوة لا يخالطها تطبيل، في زمن طغت فيه فوضى الكتابة، وراج فيها الغث، لتكتشفوا الثمين في كاتب مجيد ومثقف اسمه أمجد أحمد السيد. أمثال أمجد إضافة لكل منبر إعلامي جاد ومحترم، وأمجد شامة في خد “الهدف”.
Leave a Reply