ما أسخف ضحكهم!

علا المصري
#ملف_الهدف_الثقافي
إيَّاكَ أن تملأ ثقوب الجراح بالضحك..
الضحك يغدو أحيانًا طعنة إضافية نغرسها في شرف جراحنا..
إيّاك أن تغادر مطار مواجعك بثقل الشوق والحنين، بثمالة عبق الماضي..
غادر من الوجع كما أتيتَ إليه، نقيًا، صبورًا.. تحمَّل مزاجكَ كيفما كان..
تخلَّص من بوادر الرفض التي تواجهكَ عندما تترفّع عن البكاء
اغتنم أول فرصة تمنحها لك الحياة..
فكِّر بالموت كما لو كان غدًا، استقبل رسائل القدر..
دع ابتسامتك الصامتة منفذك الوحيد للسخرية، للتهكم.. للحب أيضًا!
حزنك صديقي كأفقٍ بعيد، ماطر..
أبعادك مبعثرة، حدودك لا وطن لها..
الدمع يا صديقي لا يتأخر، إنه يحاول استبقائك قدر الإمكان في أرجوحة الحزن وحيدًا.
عندما تحاول أن تسرق من العمرِ عمرًا..
ستنهارَ في مداخل البكاء عندما تشعر بأن غربة روحك قد طالت،
وأن لا حبَّ لك سوى حبَّ وطنك، وطنك الذي سرق منك أغلى ما تملك
حينها ستسمع صوتك المرتفع بشجن، ستفهم كيف يكون الإنسان مقيدًا باللا شيء..
تعيسٌ أنت، بل في ذروة التعاسة والزهد
نبضكَ هو المتسكع الوحيد على قارعة الحزن
الناسُ نيام.. لو أنهم يستيقظون من غفوتهم ليدركوا كيف يكون الإنسان معمِّرًا بالفقدان؟
ليتهم يعرفون أن للحزن، كما للموت، ثقافة مثيرة بغموضها، شهيَّة ببلاغتها..
مصقولة بالتعجب من فرط فصاحتها! لكنهم نيام..!!
فابكِ صديقي، ابكِ.. وحدك أنت من يدرك أن رحم الحياة مزدحم جدًا بالعاشقين، بالمفقودين، بالأيتام والثكالى، والمشردين “مثلك تمامًا”
فاسمح لنفسك بالبكاء، حيث الدمع هو الانتصار الوحيد في عالمٍ لا يجيد سوى سخافة الضَّحك..!!
شاعرة من سوريا

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.