التفكير واستخدام الآلة

عبد الغني كرم الله
#ملف_الهدف_الثقافي
ظهرت قبيل ظهور الإنسان على مسرح الحياة، لكن استخدام الألة يحتاج فكر وتحليل ورصد المعضلة ثم حلّها، والأهم أن تكون للجسد مهارات حركية، تنفذ الخطة العقلية الموروثة من التجربة او الخيال الخلاق.
مثلا.. هنا قرد ينزع الشوك من الثمرة، أولا ذاكرة ألم، أي الشوكة مؤلمة في لا شعوره، وذكريات شوك طال قدميه، ثم قدرة أصابعه على نزع الشوك (لو كان ظلفًا لشق الأمر عليه)، وهنا تتداخل طرق التفكير وامكانات الجسد (حتى عزف الموسيقى لدى الانسجام، تعكس من جانب أي رقة تسكن الإنسان، وقدرة ومهارة الأنامل في استلاب الشعور وبثه في الآفاق)، أي تطور الآلة هنا (وهي الجسد)، وتطور المعنى في قلب الفنان.
كنا في حديقة الحيوان (الله يرحمها)، نرمي الموز خارج القفص، ونرى القرد يمد يده، وحين تقصر على مسك الموزة يبحث في القفص عن عصى، يمسكها ويسحب الموزة، ولو لا ذلك لمات جوعًا، إذن هنا البقى الأذكى وليس الأقوى (وهذا سر بقاء الإنسان الأول في الغابات المفترسة)، حماه الذكاء، قوة الفكر لا العضلات، صنع كهف واغلقه بالصخر، النشاب والسهم للصيد من بعيد، صنع شبكة أو حفر وكر، وكل حيل البقاء الآمن وسط حيوانات تفوقه قوة وبطشًا، ويفوقها ذكاء وحيلة وخيال.
تاثير الفكر على الجسد، والجسد على الفكر متلازمة دومًا، كأن الجسد فكرة ملموسة، والفكر جسد خفي، صور الإحساس بين كل خلايا الجسد، تعكس كرنفال الجسد والشعور معًا..

قال أهلنا الصوفية في ذلك “ولطف الأواني في الحقيقة ألطف المعاني، والمعاني بها تنمو)..
حتى سمى الجسد اللطيف (بالجسد القلبي)، أي خلاياه تستمع بالحياة برقة الجسد وثمرة المعرفة، إن الوجود رحم (أي انتقلو من تقشعر جلودهم، وهو تصلب وخوف)، إلى (تلين)، وهو تناغم، وقد أصبح الجلد وتر ناعم كالطفل والرحم، تعزف عليه الحياة كلها نبض موسيقى حركتها، حتى النور.. يقبل بلطفه الجسد القلبي، وحتى الأذن تثمل بسماع النور، بعد مقام صمت الصمت، أي صمت الخواطر (أسمع الأنوار في وجدي، أرى وقع اللحون “البيتي”).
ودوننا التجاني يوسف بشير (واضطراب النور، أسمع جرسه).

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.