النهضة القادمة من قلب الذكاء: حين تقود النساء مستقبل الإنسانية

#ملف_المرأة_والمجتمع

بقلم: د. كمال دفع الله بخيت=

“ليست الثورة مجرد نقلة تقنية، بل لحظة إنسانية فارقة.”

في عالم يتغير بعمق وبسرعة، يقف الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة تقنية، بل كقوة ثقافية وأخلاقية تعيد تعريف من يقود، ومن يُسمع له، ومن يُهمَّش. وفي قلب هذا التحول، تبرز النساء — خصوصًا في منطقتنا، من السودان وحتى مشرق العرب — كأعمدة لنهضة جديدة.

الذكاء الاصطناعي اليوم هو لغة العالم. إنه كالماء والكهرباء في القرن العشرين، شرط للحياة، وأداة للنفوذ. لكن الذكاء وحده لا يصنع حضارة، ما يصنعها هو البوصلة الأخلاقية. ولهذا، فإن انخراط النساء في تشكيل هذا العصر الجديد هو أكثر من مطلب حقوقي — إنه ضرورة روحية وحضارية.

المرأة في مجتمعاتنا ليست ضحية كما يُروَّج أحيانًا، بل صانعة تاريخ وصاحبة رؤية، وإن كانت مُغيَّبة. واليوم، وهي تدخل عالم التقنية، فإنها لا تدخل فقط لتتعلم، بل لتُعلِّم، وتُهذِّب، وتُوجِّه. الذكاء الاصطناعي قد يصبح خطرًا إن لم يقُده من يفهم الإنسان، والمرأة — بطبيعتها العاطفية، العادلة، والكلّية — مؤهلة لتكون تلك القيادة.

نحن بحاجة لتعليم الذكاء الاصطناعي في الأحياء الشعبية، وفي المدارس الريفية، وفي مراكز محو الأمية، ليس فقط بين الرجال، بل وبالذات بين النساء. لأن الثورة القادمة ليست صِدامًا بين الرجل والمرأة، بل بين وعيٍ ماضوي، ورؤية جديدة تُعيد تشكيل دور الإنسان، لا جنسه.

ومن السودان، حيث كانت المرأة دومًا نواة الحراك، إلى العالم العربي بأسره، الفرصة الآن غير مسبوقة: أن نُعيد صياغة علاقتنا بالعلم، بالسلطة، وبأنفسنا. فهل نغتنمها؟

المرأة ليست فقط من تستحق أن تُسمع، بل من يجب أن تُصغى لها حين تكتب خوارزمية الحياة القادمة.

=الباحث في العلاقات الدولية والتنمية

=سيئول- كوريا الجنوبية 10 يوليو 2025

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.