
بقلم: محمد مختار (أوليفر)
#ملف_الهدف_ الثقافي
سيأتون من رحم الألم، جيلٌ لا يُقهَر
لا يعرف الاستسلام، ولا يرتضي الذل
يحمل في يديه شمسًا لا تغيب
ويزرع في الأرض أملًا لا يموت
هو صوت الأرض الموجوعة، ونبض القلوب الحية
يكتب قصة النصر بدماء الأحرار
يصرخ في وجه الظلم، ويهز أركان الظلام
فوق جثث المستحيل، يبني دروب الحرية
هو من ينفض عن كتفيه غبار الخوف
ويرتدي درع الصبر، ويحمل سيف العزيمة
يأتي كما العاصفة لا ترحم
كي يحرر الأمل المختطف من يد القدر
فلا تهن.. فثأرك ليس وحدك
بل هو صرخة الأجيال، وأمانة الأبطال
غداً.. سينهض من تحت الرماد جيلٌ جديد
يكتب على جبين الزمن قصة انتصار.
غداً.. تشرق شمس لا تعرف الغروب،
تنسج من رماد الماضي حكاية أمل،
يحملها من لا يهاب العواصف،
يرسم بها خارطة الحرية بلا حدود.
ستكون الكلمات نيراناً تلتهم الصمت،
والخطوات زلازل تهز عروش الظلم،
والأيدي الممدودة للحياة، لن تتراجع،
بل تبني جسوراً بين الأحلام والواقع.
لن يعود الخوف ليملأ مشاهدنا،
ولا الدمعة لتروي الأرض بلا ثمن،
فالذي يولد غداً في قلب المعاناة،
هو جيلٌ يُعيد للحق مكانه،
ويشعل في القلوب شعلة لا تنطفئ.
فتمسك بالثأر.. ليس كغضبٍ عابر،
بل كإرادةٍ تنبض في عروق الزمن،
لتكتب بحبر الأمل على صفحات الأرض،
إن الحياة تستحق أن تُحيا،
وإن الحق لا يموت مهما طال السجن.
وغداً.. سيكون الفجر أجمل من كل فجور،
يحمل في أنفاسه وعداً لا يموت،
أن لا تضعف اليد مهما اشتدت العواصف،
وأن يظل القلب منيرًا وسط الظلمات.
سيسيرون كطيورٍ تحلق بلا قيود،
يرسمون بأجنحتهم السماء حكايات الحرية،
ينثرون بذور العدل في كل زاويةٍ مهجورة،
ويزرعون بساتين النصر حيث جفت الدموع.
هذا هو الثأر الذي لا يقتل،
بل يولد الحياة في عيون الأمل،
يثأر من اليأس ويقهر الخوف،
ويُحيي القلوب التي طالما انتظرت النور.
فكن أنت الحامل للدرع، والموقد للنار،
فالثأر ليس نهاية، بل بداية الرحلة،
رحلة النهوض، والقتال، والحلم،
حتى تحيا الأرض بكرامة،
ويصبح المستحيل حكايةً تُروى للأجيال.
وغداً.. حين تتعانق السماء مع الأرض في صمت مطلق،
ويزهر الندى على شفاه الذاكرين،
سيتذكر التاريخ من قاتل ومن انتصر،
ومن حمل الأمانة بثباتٍ لا يلين.
لن يكون ثأرك وحدك بعد الآن،
بل سيرتفع صوتك مع نداء الأحرار،
يرتجف جبين الظلم تحت وطأة العزيمة،
وينهار سد المستحيل أمام مد النضال.
وفي ذاك الغد الذي ينبض بالحياة،
سيُكتب السلام في صفحات من نور،
وسينحني الحزن أمام فرحة الولادة،
ويُسدل الستار عن مشاهد الألم الطويلة.
فلتكن أنت البداية، ومنارة الأمل
ولتُشعل في دروبك شعلة لا تخبو
لأن الثأر الحقيقي هو الحياة
والانتصار هو أن نُحيي الأمل في كل قلبٍ جريح.
وغداً.. حين تصحو الأرض من سباتها الطويل،
وتنبثق من بين الأنقاض أزهار الحرية،
سيكتب التاريخ بحروفٍ من دموع وعزيمة،
أن هناك من رفع الصوت، ولم يركع للظلم.
ذلك هو الثأر الذي لا يُنسى،
ثأر الأجيال التي عاشت على الألم،
وحلمت بغدٍ يُشرق بالعدل،
ويُحيي الأرض من جديد بدموع الفرح.
فلا تخف، فثأرك لم يذهب سدى،
بل صار نبراساً لكل قلبٍ يناضل،
وصار شعلةً تحترق في كل زمانٍ ومكان،
حتى يستعيد الحق مجده الضائع.
هذا هو وعد الغد، وهو عهد الأحرار،
أن لا تنطفئ نار الثورة،
وأن يولد الحق من رحم المستحيل،
كي تحيا الأرض كرامةً وحراً،
ويبقى الثأر حكاية الأجيال،
تُروى على شفاه الزمن.
Leave a Reply