الشباب والذكاء الاصطناعي: بين الإبداع والإنتاجية .. وتهديد الوظيفة والعلاقات الاجتماعية

بقلم: د. امتثال بشير

#ملف_الهدف_الثقافي

أبارك في الناس أهل الطموح

ومن يستلذ ركوب الخطر

وألعن من لا يماشي الزمان

ويقنع بالعيش عيش الحجر

أبوالقاسم الشابي

تربع الذكاء الاصطناعي على قمة التطبيقات التقنية المؤثرة على مناحي ونواحي الحياة للفئات المجتمعية المختلفة؛ سيما الشباب؛ فهو يمثل لهم فرصًا للإنتاج والابتكار والإبداع؛ في التعليم وتطوير أدواته وآلياته؛ والصحة العامة والنفسية وكذا الفن وريادة الأعمال. وبالمقابل فإنه يشكل عددًا من المخاطر والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وتأثير الذكاء الاصطناعي على الشباب يحمل وجهين: أحدهما إيجابي يساعد على تحسين جودة التعليم بتوفيره لتجارب تعليمية تفاعلية وذكية، فضلًا عن زيادة الإنتاجية من خلال التشغيل الآلي لإنجاز المهام الروتينية؛ كتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي؛ وتنظيم صندوق الرسائل الواردة على البريد الإلكتروني؛ وفرص العثور على مركبة تنقلك للوجهة التي تريد ومعرفة جملة تفاصيل الرحلة؛ مع تحسين خدمة العملاء من خلال روبوتات المحادثة؛ وجملة تحليل البيانات. كما أنه يعزز من فرص التطوير والابتكار.

ومن تأثيراته السالبة أنه يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية — خاصة تلك التي تتطلب مهام روتينية؛ وينعكس هذا على سوق العمل وبالتالي يسهم في زيادة البطالة؛ بسبب شح الوظائف، وعدم المساواة في الوصول إليها وكذلك الخدمات، بجانب إنتاج وتزييف محتويات ومقاطع سمعية وبصرية باستخدام وزيادة المعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة. كل هذه التحديات وغيرها، تتطلب من الشباب والذين هم الغد الواعد والمستقبل الزاهر؛ التعامل معها بوعي وحكمة؛ وذلك لخلق المواكبة؛ والتكيف مع التقنية؛ وتحقيق أقصى درجات الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ مع ضرورة الحد من المخاطر الأمنية، خاصة المتعلقة بالبيانات الشخصية والخصوصية.

ولإحداث تلك النقلة النوعية للشباب؛ فلا بد من إعادة النظر والعمل على التغيير في المناهج التعليمية؛ واعتماد موضوعات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؛ لتطوير المهارات الاجتماعية التي لا يمكن استبدالها بتطبيقات التقنية، كالتواصل والتعاون والإبداع.

وأكدت كثير من الدراسات العلمية أن الإفراط في التعامل مع تطبيقاته ينعكس على الصحة النفسية للشباب ويضاعف الضغط النفسي، خاصة عند المنافسة وفرص التوظيف.

تتعدد وتتباين تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الشباب وتتفاوت ما بين الصالح والطالح؛ مما يرتب عليهم ضرورة الإلمام بهذه التأثيرات والعمل لأجل تطوير مهاراتهم؛ لمواكبة التطورات واللحاق بركب الذكاء الاصطناعي.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.