
كارثة جبل مرة تساؤلات ملحة
بقلم: د.أحمد بابكر
تعتبر كارثة الانجرافات الصخرية التي حدثت بشرق جبل مرة وكانت نتيجتها دفن قرى كاملة بسكانها بمنطقة توقلي، وتأثر قرية ترباء التابعة لها، ووصول عدد من استشهدوا في هذه الكارثة 50 مواطناً بالإضافة للجرحى، ومنهم اطفال ونساء وشيوخ وفيهم 6 أشقاء من أسرة واحدة، والعدد قابل للزيادة لعدم وجود أي إمكانيات للإنقاذ، هذا غير الذين تشردوا بدون مأوى وبدون خدمات طبية .
نعم ان ماحدث هو من فعل الطبيعة ويحدث في كثير من دول العالم ولكن وقوع هذه الكارثة وضحاياها يطرح مجمل تساؤلات حول مدى إمكانية التعامل مع الكوارث والتي يمكن أن تتكرر؟
معلوم أن منطقة الانجرافات الصخرية تقع ضمن سيطرة حركة تحرير السودان /عبدالواحد، وبالتأكيد لاتمتلك الحركة أي إمكانيات للتعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية.
كذلك لا يستطيع النظام التعامل مع هذه الكارثة لأنه ببساطة سوف يلقي باللوم على الحركة وسوف يستثمر سياسيا في هذا الحدث ، باعتبار أن المناطق المتأثرة تقع تحت سيطرتها، كذلك لا تستطيع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية التدخل إلا بإذن من النظام، لذلك وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه حيث فرضت قوانين الصراع نفسها لتهزم قوانين الإنسانية، لتجعل التضامن في حده الأدنى عبر العزاء وبيانات التضامن والشجب.
لن نتحدث حديثا سياسيا حول الحرب وتداعياتها ولكن اقترح الآتي :
أن يكون هناك إتفاق وميثاق شرف بين النظام والحركات المسلحة في أي بقعة في السودان في تفعيل بروتوكول خاص بالتعامل مع القضايا الإنسانية الخاصة بالكوارث الطبيعية وانتشار الأوبئة.
يتضمن هذا البروتوكول التدخل العاجل والسريع لمؤسسات الدولة والمنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية دون اعتبار لأي أجندة سياسية، لأن كل الضحايا في أي مكان هم مواطنين سودانيين.
ختاما لك الله يا مواطن بلادي
العزاء لأهالي الشهداء والأمنيات بالشفاء العاجل للجرحى
Leave a Reply