تسابق وزارة التربية والتعليم الزمن لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بعقد امتحانات الشهادة السودانية للعام 2024، والتي تأجلت في وقت سابق بسبب الح-رب المستمرة في البلاد منذ أبريل 2023، وسط تحديات أمنية ولوجستية هائلة وظروف استثنائية ألقت بظلالها على العملية التعليمية في معظم الولايات.
ووفقًا لمصادر تربوية مطلعة، فإن الوزارة شرعت في إعداد مراكز الامتحانات في الولايات المستقرة نسبيًا، خاصة في شرق السودان وولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، فيما يجري التنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين نقل أوراق الامتحانات وحماية المراكز وتوفير بيئة ملائمة للطلاب والمراقبين.
مخاوف من حرمان آلاف الطلاب
رغم الاستعدادات الجارية، لا تزال المخاوف قائمة بشأن مصير عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات القابعين في مناطق تحت سيطرة قوات الدع-م ال-سريع، لاسيما في أجزاء واسعة من الخرطوم ودارفور وكردفان.
ويعاني هؤلاء الطلاب من انقطاع تام في الخدمات التعليمية منذ اندلاع الحرب، وسط غياب المدارس والمعلمين، وعدم توفر فرص للمذاكرة أو التجهيز للامتحانات، ما يهدد بحرمانهم من حقهم في إكمال المرحلة الثانوية والدخول إلى الجامعات.
تساؤلات حول عدالة الامتحانات
أثار التفاوت في فرص الاستعداد بين الولايات المحرومة من التعليم وتلك التي وُفرت فيها بيئة دراسية مقبولة تساؤلات وسط أولياء الأمور والناشطين، حول مدى عدالة الامتحانات هذا العام، وإمكانية تعويض المتضررين أو إتاحة فرص استثنائية لهم في المستقبل.
جهود دولية محدودة
في ظل غياب استراتيجية وطنية واضحة لمعالجة آثار الح-رب على التعليم، ناشدت منظمات مجتمع مدني الأمم المتحدة واليونيسيف بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل آلاف الطلاب.
إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة بسبب تعقيدات الوضع الأمني، والانقسام السياسي، وضعف الموارد.
نهاية مسدودة أم بداية جديدة؟
في الوقت الذي يُعد فيه طلاب بعض الولايات أنفسهم لدخول قاعات الامتحان، يقف آخرون في مناطق النزاع على هامش المشهد، معلّقين بين الحرب والأمل.
وتبقى الأسئلة مفتوحة: هل ستضمن الدولة حق التعليم للجميع دون تمييز؟ أم أن الحرب ستكرّس جيلاً جديداً من الضياع والتسرب؟
Leave a Reply