هل يفجر التنافس الإقليمي والدولي على موانئ البحر الأحمر حرباً عالمية أخرى؟ (2-3)

بقلم: د. عصام علي حسين

تتَبَارى عدد من دول الهيمنة الإقليمية والدولية للاستحواذ على أكبر قدر من الموانئ البحرية. ويمكن لنا أن نلخصها في ثلاث مجموعات أساسية تتصدرها المجموعة الأمريكية وحلفائها كالهند والإمارات، التي تشكّل أكبر قاعدة تنافسية. تليها المجموعة الصينية التي تمتلك موارد ضخمة تعزز مشروع نفوذها الاقتصادي الذي بدأ في احتلال الصدارة العالمية، خاصة بعد الانفتاح الكبير نحو القارتين الأفريقية والآسيوية من خلال إقامة مشاريع عملاقة. وتليهما النفوذ التركي، وهو النموذج الصاعد الذي يعتمد بناء شراكات ثنائية على المدى الطويل، خاصة مع دول قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا.

وفي ظل الصراع الدولي القائم الآن وانشغال الولايات المتحدة الأمريكية بعدد من الملفات أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية والملف النووي الإيراني، وغير ذلك، ومع تمدد التيار الصيني، فإن أطرافاً أخرى دخلت حلبة التنافس كالهند والإمارات، خوفاً من نجاح الصين في تجاوز النفوذ الأمريكي.

رغم حظوظ الإمارات الضعيفة في إمكانية الصمود أمام التنافس الصيني، خاصة بعد دخول الجانب التركي واستمرار إنهاء التعاقدات مع شركة موانئ دبي العالمية في المنطقة (منذ العام 2013 في عدن، و2017 في جيبوتي، ومنع الشركة من العمل في الأراضي الصومالية في العام 2018، والرفض الشعبي للوجود الإماراتي وتجاوزاته في إريتريا)، فإن مستقبل التقدم الإماراتي الذي تحقق في فترة سابقة ازداد قتامة.

وفي ظل التنافس الاقتصادي الصيني-الهندي، والصراع الهندي-الباكستاني المستمر، يصبح التيار الصيني صاحب الحظ الأوفر.

ونواصل…

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.